المرأة بين ضغوط الحياة ومعاناة الصمت.. لا تتردي في طلب المساعدة النفسية

كتبت / رشا الدكروري
تواجه المرأة تحديات نفسية متزايدة نتيجة ضغوط الحياة اليومية، سواء في بيئة العمل أو داخل الأسرة، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى شعور مستمر بالقلق.
وفي حين قد يكون هذا القلق ضمن الحدود الطبيعية، إلا أنه أحيانًا يتفاقم ليأخذ شكل اضطرابات نفسية حادة، مثل اضطراب القلق العام، أو نوبات الهلع، أو القلق الاجتماعي.
وتشمل أبرز أعراض اضطرابات القلق: شعور مفرط وغير مبرر بالقلق حيال أمور تتعلق بالحياة اليومية مثل العمل أو الصحة أو الأطفال، بالإضافة إلى صعوبة التركيز، اضطرابات النوم، انتقال التوتر إلى مختلف مناحي الحياة، واستمرار هذه المشاعر لفترات طويلة دون انقطاع.

وفي هذا السياق، شددت الأوساط الطبية على أهمية اللجوء إلى الاستشارة النفسية المتخصصة، حيث يشمل العلاج عادة مزيجًا من العلاج الدوائي والعلاج النفسي السلوكي، الذي يهدف إلى مساعدة المرأة على تحديد جذور القلق والتوتر وإعادة صياغة استجابتها لهما.
وفي حديث للبروفيسور الدكتورة نازان أيدين، شددت على أن “المرض النفسي ليس جريمة”، مؤكدة أن بعض النساء قد يقمن بسلوكيات ضارة بأطفالهن نتيجة معاناتهن من اضطرابات نفسية غير معالجة، فيُنظر إليهن كمجرمات لا كمريضات. وأضافت: “نهدف إلى كسر هذه الصورة النمطية من خلال تعزيز الوعي المجتمعي، لضمان حصول الأمهات على رعاية عادلة وعلمية، بعيدًا عن وصمهن بالعار أو التقصير”.
وأشارت أيدين إلى أن كثيرًا من النساء يعانين في صمت، خصوصًا خلال الحمل أو في السنة الأولى بعد الولادة، إذ يمنعهن الخوف من حكم المجتمع من طلب المساعدة أو الحديث عن معاناتهن النفسية. وقالت: “تشعر كثير من الأمهات بالخوف من أن يُنظر إليهن كأمهات سيئات أو أن يُنتزع منهن أطفالهن، ما يدفعهن إلى كتمان مشاعرهن واحتياجاتهن الحقيقية”.
ولفتت أيدين إلى أن الإهمال في علاج الصحة النفسية للأم لا يهددها فقط، بل يمتد أثره السلبي إلى الطفل نفسه، حيث أظهرت الدراسات أن اضطرابات الأم النفسية قد تؤثر على النمو العاطفي والعقلي والاجتماعي للطفل، وترتبط لاحقًا بزيادة احتمالات الإصابة بالقلق، الاكتئاب، صعوبات التعلم، ضعف التحصيل الدراسي، بل والسلوكيات العدوانية.

نصائح للحفاظ على الصحة النفسية للمرأة:
تعزيز الروابط الاجتماعية والتواصل مع الداعمين.
تخصيص وقت للترفيه والأنشطة الممتعة.
عدم التردد في طلب الدعم النفسي عند الحاجة.
العناية بالنفس من خلال النوم الجيد والتغذية المتوازنة.
ممارسة الرياضة بانتظام.
اعتماد تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا.
التطوع والانخراط في قضايا اجتماعية إيجابية.
تناول مكملات غذائية تدعم التوازن العصبي مثل أوميغا 3.
في الختام، يبقى رفع الوعي بالصحة النفسية للمرأة ضرورة ملحة لمجتمع أكثر إنصافًا واحتواءً، إذ لا يكفي علاج الأعراض فحسب، بل يجب كسر الحواجز النفسية والاجتماعية التي تمنع النساء من الحصول على الرعاية التي يحتجنها دون خوف أو خجل.