المتحف القومي للحضارة المصرية ستقبل وفودًا علمية محلية وعربية

في إطار دوره الرائد كمؤسسة علمية وثقافية، شهد المتحف القومي للحضارة المصرية خلال الأيام الماضية سلسلة من الزيارات العلمية لوفود تمثل مؤسسات أكاديمية وثقافية مرموقة على المستويين المحلي والعربي، بهدف دعم البحث العلمي وتبادل الخبرات وتوسيع مجالات التعاون الأكاديمي والتدريب العملي.
وجاءت البداية مع استقبال المتحف لوفد من المشاركين في دورة تدريبية متقدمة حول “تقنيات تحليل الحمض النووي وتحديد الهوية للعينات الحديثة والقديمة”، والتي نظمتها هيئة الطاقة الذرية المصرية بالتعاون مع الهيئة العربية للطاقة الذرية التابعة لجامعة الدول العربية. وضم الوفد باحثين من عدة دول عربية إلى جانب مشاركين من مؤسسات مصرية، حيث تضمنت الزيارة جولة داخل معامل المتحف للتعرف على أحدث الأجهزة والتقنيات المستخدمة في التحليل الحيوي وفحص المواد العضوية.
كما استضاف المتحف وفدًا طلابيًا من كلية التكنولوجيا الحيوية بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، ضم 25 طالباً وطالبة في زيارة علمية شملت محاضرة متخصصة وجولة داخل المعامل الفنية المتطورة، بهدف توفير فرص تدريب عملي متقدم في مجالي التكنولوجيا الحيوية وتحليل المواد. وتم الاتفاق خلال الزيارة على تنفيذ عدد من مشروعات التخرج لطلاب الكلية داخل معامل المتحف بإشراف علمي مشترك.
وفي إطار التعاون المستمر مع المؤسسات الثقافية، استقبل المتحف وفدًا من الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الأستاذ الدكتور أسامة طلعت رئيس الهيئة، بمناسبة الاحتفال بمرور 155 عامًا على تأسيس دار الكتب. وتناول اللقاء بحث آليات تعزيز التعاون في مجالات ترميم الوثائق والمخطوطات النادرة، وتزويد مكتبة المتحف بعدد من الكتب والمراجع القيمة، مع الاتفاق على الاستعانة بخبرات مرممي المتحف في ترميم بعض الكتب والمخطوطات التاريخية.
وأكد الدكتور الطيب عباس، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، أن هذه الزيارات تعكس استراتيجية المتحف في تعزيز دوره كمركز بحثي وتدريبي متكامل يخدم الباحثين والطلاب ويدعم جهود الحفاظ على التراث باستخدام أحدث الوسائل العلمية. وأضاف: “نحرص على مد جسور التعاون مع المؤسسات الأكاديمية والثقافية بما يسهم في إعداد كوادر متخصصة قادرة على حماية التراث المصري”.
من جانبها، أوضحت الدكتورة نشوى جابر، نائب رئيس المتحف للشؤون الأثرية، أن معامل المتحف تمثل إضافة نوعية كبيرة في مجالات الفحص والتحليل والترميم، وتسهم بشكل مباشر في إثراء البحوث والدراسات الأكاديمية.
فيما أشار الدكتور مصطفى حافظ، المشرف على المعامل العلمية بالمتحف، إلى أن المعامل العلمية بالمتحف توفر بيئة متكاملة تتيح للباحثين والطلاب تنفيذ مشروعاتهم بدعم فني وتقني متميز باستخدام أحدث الأجهزة والتقنيات المتطورة في مختلف التخصصات.