الليل صديق للعشاق . .بطانية ميري !

بقلم
د /علاء الدين حمدي شوالي

ـ الروح المعنوية هى العنصر الاهم الذى تغفل المؤسسات التى تضطلع بمهمة ترتيب قوة جيوش العالم عددا وعتادا عن اخذه فى اعتبارات التصنيف، لمجرد إثارة لهفة دول العالم الثالث على المزيد من صفقات السلاح ليرتفع تصنيفها مقارنة بجيرانها التنافسيين ليس الا، وحرب اكتوبر، التى كان جبش المصرى قبلها خارج تصنيف جيوش العالم، هى خير دليل على صحة رأيى. احد ذلك هو الفن الراقى الملهب للحماس بما يحمله من معانى وطنية يعجز العدو عن اخمادها
ـ بطلنا الليلة احد اهم رموز ذلك الفن خلال حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر، “الكابتن غزالى”، الصعيدى ابن “ابنود” الموظف بمديريه الصحة بالسويس، والذى اصبح رائدا لفن السمسمية بعد رائدها الاول “عبدالله كبربر”.
استقر كابتن غزالى فى السويس بعد النكسه ولم يغادرها ضمن التهجير، ليؤسس فرقته الغنائيه “بطانية ميرى او اولاد الارض” نسبة الى البطانية الميرى الرصاصى التى تجلس عليها الفرقة للنشيد على ارض الخندق.
ـ ضمت الفرقة عبد الرحمن الأبنودى ومحمد حمام والملحنين إبراهيم رجب وحسن نشأت والمطرب محمد العزبى.. وغيرهم.
ـ ذاع صيت الفرقة، وكانت أول رحلاتها خارج السويس، بدعوة من كليه الهندسة، جامعة الإسكندرية، وانبهر الطلاب واهتزَّت مشاعرهم فغنوا معها بملء قلوبهم من الحماس.
ـ بعدها التقت الفرقة بمثقفي القاهره ونقاشاتهم السياسيه العقيمة، ليقول فيهم عمنا غزالى “يا شعرا يا كُتاب يا نضال ع القهاوى، يا همّ يا غم يا سبب البلاوى”، وما اشبه الليلة بالبارحة.
ـ انها السويس.. مدينة لغتها المقاومة.. حكايات الغريب.. السمسمية.. معامل الزيتية.. المصانع.. ميناء الحجاج والتجارة.. الصيادين.. عمال الميناء.. السمبوكى.. البمبوطية.. ريس البحرية.. مسجد الشهداء والنبى موسى.. الكنائس.. جبل عتاقة.. الأربعين.. بور توفيق.. جمعة الشوان.. حصار العدو فى الثغرة.. تأميم القناة.. حرب 56.. شرارة 25 يناير.. المقاومة الشعبية.. الفدائيين.
امجاد حواها كتاب السمسمية البسيط، منها اشعار كابتن غزالى والحان عم ابراهيم رجب:
أنا صاحى يا مصر أنا صاحى
سهران وف حضنى سلاحى
واللى يقلل من قيمتى
واللى يكسر عزيمتى
يحرم عليه صباحى
ـ لعلها رسالة لمن يفهم، ولك يا مصر السلامة، وسلاما يا بلادى.
#ذكريات_اكتوبر_رمضان