القمة المرتقبة بين ترامب وبوتين في بودابست.. بين الردود الساخرة والدوافع التاريخية

تصاعدت التساؤلات حول أسباب اختيار العاصمة المجرية بودابست لاستضافة القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعد ردود ساخرة غير متوقعة من متحدثة البيت الأبيض، كارولين ليفيت، ومدير الاتصالات ستيفن تشيونج، على استفسارات الصحفيين، حيث اكتفيا بالرد بعبارة “أمك”.
لكن الاختيار لم يكن عشوائيًا، فبودابست تحمل رمزية تاريخية تتعلق بأوكرانيا، إذ شهدت المدينة توقيع “مذكرة بودابست” في 5 ديسمبر 1994 بين الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وأوكرانيا، والتي منحت ضمانات أمنية لكييف مقابل تخليها عن ترسانتها النووية الضخمة.
وقد ساعد الدبلوماسي الأمريكي ستيفن بايفر في التفاوض على المذكرة التي تعهدت فيها الدول الموقعة باحترام سيادة أوكرانيا واستقلالها وحدودها.
لكن المذكرة تعرضت لانتقادات بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، ثم شنها غزوًا شاملًا لأوكرانيا عام 2022، ما أدى إلى غضب أوكرانيا والدول الغربية وفرض عقوبات اقتصادية على روسيا.
وأكد الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي أن فشل الدول الضامنة في حماية أمن بلاده يضع مصداقية المذكرة موضع شك.
وفي الذكرى الثلاثين لتوقيع المذكرة، وصفت وزارة الخارجية الأوكرانية الاتفاق بأنه “نصب تذكاري لقصر النظر في صنع القرار الأمني”، مشيرين إلى ضرورة التعلم من التجربة في النقاشات حول مستقبل السلام في أوكرانيا.
ويجري التحضير حاليًا لعقد القمة خلال الأسبوعين المقبلين، حيث أكد وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو أن بلاده ستضمن دخول بوتين وخروجه بأمان، بعد محادثات أجراها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان مع ترامب وبوتين.
ويواجه بوتين مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، التي تعمل المجر على الانسحاب منها، كما سيحتاج الرئيس الروسي إلى تصريح خاص لعبور الأجواء الأوروبية المحظورة على الطائرات الروسية منذ عام 2022، سواء عبر استثناء وطني من المجر أو قرار على مستوى الاتحاد الأوروبي، مع مسارات جوية محتملة تمر عبر بولندا وسلوفاكيا أو طريق أطول عبر البحر الأسود ورومانيا.