العالم يترقب موقف الحلفاء.. الصين تدين الضربة الأمريكية لإيران

في أعقاب الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت ثلاثة من أهم المفاعلات النووية الإيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان فجر الأحد 22 يونيو، تتجه الأنظار الدولية إلى مواقف الدول الداعمة لإيران، وعلى رأسها الصين وروسيا وكوريا الشمالية، في ظل تصاعد حدة التوترات بين واشنطن وحلفاء طهران.
ويكتسب الموقف الصيني أهمية خاصة وسط الأجواء المشحونة بين بكين وواشنطن، التي تفاقمت مؤخرًا بعد الإجراءات الاقتصادية والتعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب تصاعد الخلافات بشأن ملف تايوان. وهو ما يطرح تساؤلات ملحة حول ما إذا كانت الصين ستكتفي بدورها الدبلوماسي التقليدي أم تنخرط بشكل مباشر في الأزمة دعماً لحليفتها إيران.
وفي بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الصينية، أدانت بكين بشدة الهجوم الأمريكي، واعتبرته “انتهاكًا صارخًا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”، محذّرة من أن مثل هذه التحركات العسكرية ستزيد من حدة التوترات في الشرق الأوسط. ودعت الصين جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل، إلى وقف إطلاق النار فورًا، وحماية المدنيين، والدخول في حوار جاد يفضي إلى تهدئة شاملة للأزمة.
وأكدت بكين في بيانها استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي لحشد الجهود الرامية إلى حماية الاستقرار والعدالة في المنطقة، معربة عن رفضها الوقوف مكتوفة الأيدي إزاء المخاطر المتزايدة التي تهدد أمن الشعوب.
وفيما يتعلق بإمكانية تدخلها عسكرياً، أوضح البروفيسور سون قانج، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة فودان الصينية، في تصريحات لموقع “القاهرة الإخبارية”، أن الصين لم تكن يومًا طرفًا في صراعات الشرق الأوسط، بل لعبت دائمًا دور “قوة داعمة للسلام”. وأشار إلى أن بكين سبق أن نجحت في الوساطة بين إيران والسعودية، كما رعت “إعلان بكين” الذي جمع 14 فصيلاً فلسطينيًا.
وكشف سون عن اتصالات مكثفة أجراها وزير الخارجية الصيني وانج يي مؤخراً مع نظيريه الإيراني والإسرائيلي في محاولة لنزع فتيل الأزمة وإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات، في إطار تمسك بكين بتسوية النزاعات عبر الحلول السياسية.
من جهتها، أكدت الدكتورة وانج شياو يوي، نائبة مدير المركز ذاته، أن الصين لن تنخرط عسكرياً في أي تصعيد محتمل بين إيران وإسرائيل، حتى وإن توسع الدور العسكري الأمريكي في النزاع، معتبرة أن “الصين دولة مسؤولة وتلتزم بتعهداتها الدولية”. وحذرت وانج من أن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن مزيد من الضربات قد تدفع إسرائيل إلى مزيد من التصعيد الذي قد يفجر حربًا إقليمية واسعة النطاق يصعب احتواؤها.
وتبقى الأزمة مرشحة لمزيد من التعقيد مع استمرار التصعيد العسكري والتجاذبات الدبلوماسية، بينما يراقب العالم عن كثب مواقف الحلفاء وسط مخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة واسعة قد تعصف باستقرارها.