العرب والعالم

الضفة تشتعل مجددًا.. اقتحامات واعتقالات إسرائيلية متزامنة مع مباحثات التهدئة في غزة

 

في وقت تلوح فيه بوادر اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي من عملياته العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، عبر حملات اقتحام واعتقال واسعة النطاق، في محاولة لخلق صورة دائمة للخطر الأمني الذي يهدد إسرائيل، في خطوة يُنظر إليها سياسيًا على أنها محاولة لحماية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من السقوط السياسي.

عمليات دهم واعتقال في مدن وبلدات الضفة
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، نفذت قوات الاحتلال، صباح الأربعاء، اقتحامات لعدة مناطق، كان أبرزها:

قرية الطبقة في مدينة دورا جنوب الخليل، حيث تم مداهمة منازل واعتقال عدد من المواطنين.

واد البير في إذنا غرب الخليل، وبلدة صوريف شمال الخليل، حيث أصيب فلسطيني برصاص المستوطنين، وفقًا للهلال الأحمر.

بلدة شقبا غرب رام الله، التي شهدت تنفيذ عمليات هدم.

قرية حوسان غرب بيت لحم، ومدينة طوباس، حيث تم مصادرة مركبة من بلدة عقابا.

بلدة الرام في القدس المحتلة، والمنطقة الشرقية لمدينة نابلس، التي شهدت هدم منزل في قرية روجيب.

واعتقال 5 أشخاص في جنين، بينهم من تتهمه إسرائيل بـ”تشكيل شبكة إرهابية”، وفق مزاعم المتحدث باسم الجيش.

تصعيد متزامن مع مفاوضات غزة
تأتي هذه الحملة بينما تتقدم المحادثات بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق تهدئة في غزة، قد يشمل وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا ووقف جميع العمليات العسكرية الإسرائيلية فور دخوله حيز التنفيذ.

ومع ذلك، يشكك مراقبون إسرائيليون في نوايا نتنياهو الحقيقية تجاه إنهاء الحرب، حيث ترى صحيفة “هآرتس” أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يخشى من أن التوصل لاتفاق قد يُنهي الحرب فعليًا، ما قد يُسرّع من انهياره السياسي.

نتنياهو في مأزق قانوني وشعبي
ويأتي هذا التصعيد في وقت يواجه فيه نتنياهو 3 قضايا فساد كبرى (القضايا 1000 و2000 و4000)، تتعلق بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وتصل عقوبة بعضها إلى 10 سنوات سجن.

وتكشف استطلاعات الرأي أن نحو 60% من الإسرائيليين يؤيدون عزله، فيما يعاني من تراجع شعبيته بسبب انقسام الشارع حول سياسات حكومته، خاصة محاولة الحد من صلاحيات القضاء، والخلاف حول تجنيد الحريديم في الجيش.

المراقبون: الاحتلال يصعّد لتأمين بقاء نتنياهو سياسيًا
ويرى مراقبون أن الحملات الأمنية المتكررة في الضفة الغربية هي رسالة داخلية لجمهور اليمين الإسرائيلي بأن “الخطر ما زال قائمًا”، وبالتالي يجب إبقاء نتنياهو في السلطة لضمان “الأمن القومي”، خاصة في ظل ضغوط أمريكية مكثفة تدفع نحو التهدئة، بحسب شبكة “سكاي نيوز” التي كشفت عن عزم إدارة ترامب ممارسة “ضغوط كثيفة” لإنهاء الحرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى