الضربة الإسرائيلية في الدوحة تهز الساحة الدولية.. الإعلام الأمريكي يكشف كواليس الارتباك في البيت الأبيض

أثارت الضربة الإسرائيلية المفاجئة التي استهدفت مساء الثلاثاء اجتماعًا لوفد من قادة حركة “حماس” في العاصمة القطرية الدوحة، عاصفة من ردود الأفعال الدولية والإعلامية، وسط تحذيرات من أن الحادثة قد تمثل نقطة تحول خطيرة في مسار الحرب على غزة المستمرة منذ أكتوبر 2023.

واشنطن بوست: خطأ تكتيكي وشعور بالخيانة
وصفت صحيفة واشنطن بوست الهجوم، نقلًا عن الكاتب الأمريكي ديفيد إجناتيوس، بأنه “خطأ تكتيكي نادر” أقدمت عليه إسرائيل، موضحة أن الضربة لم تحقق هدفها في اغتيال قادة حماس، لكنها قضت على واحدة من القنوات الدبلوماسية القليلة المتبقية لوقف إطلاق النار.
وأضافت أن قطر، التي لعبت دور الوسيط الأبرز، تلقت الضربة بصدمة عميقة وشعور بالخيانة.

نيويورك تايمز: نتنياهو يتصرف دون تنسيق مع ترامب
أما صحيفة نيويورك تايمز فاعتبرت أن تل أبيب لم تُبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسبقًا بالعملية، في تكرار لسلوكها حين شنت حربًا قصيرة ضد إيران في يونيو الماضي.
وذكرت أن نتنياهو استغل علاقته الوثيقة بترامب لتنفيذ هجمات جريئة مستخدمًا أسلحة أمريكية، وهو يدرك أن واشنطن قد تُبدي استياءً عابرًا دون فرض أي قيود جدية.

أكسيوس: صدمة في البيت الأبيض
موقع أكسيوس الأمريكي كشف أن العملية سببت صدمة داخل البيت الأبيض وأثارت غضبًا بين بعض كبار مستشاري ترامب، خصوصًا أنها جاءت بينما كانت واشنطن تنتظر رد حماس على مقترح جديد بخصوص تبادل الأسرى.
وأشار إلى أن قطر أصبحت سابع دولة تتعرض لهجوم إسرائيلي منذ اندلاع الحرب، ما يبرز توسع رقعة العمليات العسكرية الإسرائيلية خارج فلسطين.

ناشونال إنترست: إفشال مقصود لصفقة ترامب
بدورها، رأت ناشونال إنترست أن الضربة كانت متعمدة لإفشال أي فرصة أمام حماس للرد إيجابًا على شروط ترامب للسلام، معتبرة أن نتنياهو وحكومته اليمينية يسعون لتسوية غزة بالأرض دون السماح لأي وساطة بوقف مخططهم.
وأضافت الصحيفة أن ثمة مؤشرات على أن ترامب ربما أعطى الضوء الأخضر للعملية، وهو ما إن صح فسيعد “خيانة جسيمة” لقطر ودول الخليج.

بلومبيرج: انتكاسة للمحادثات وتصرف أحادي
أما وكالة بلومبيرج فوصفت الهجوم بأنه “تحرك أحادي” يعكس نزعة نتنياهو المتزايدة للمخاطرة، مشيرة إلى أن الإدانات توالت من عواصم عربية وأوروبية، وسط تحذيرات من أن العملية قد توسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، على عكس ما روج له نتنياهو وترامب بأنها خطوة نحو السلام.

قلق قطري وسؤال مفتوح
وختمت بلومبيرج بالقول إن ترامب سارع للتواصل مع القيادة القطرية بعد الهجوم ووعد بأن “مثل هذا العمل لن يتكرر”، لكنها تساءلت عن مدى قدرة الرئيس الأمريكي على الوفاء بوعده في ظل الضغوط المتزايدة من اليمين الإسرائيلي.