استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، بقصر الاتحادية، الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون، في زيارة رسمية تعكس متانة العلاقات التاريخية بين مصر ولبنان، وتأتي في توقيت بالغ الأهمية وسط التحديات الإقليمية المتزايدة.
بدأت الزيارة بمراسم استقبال رسمية، عُزف خلالها السلامان الوطنيان للبلدين، تلاها اجتماع مغلق بين الرئيسين، أعقبه جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي الدولتين، تناولت سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد، الطاقة، البنية التحتية، وجهود إعادة الإعمار.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، أكد الرئيس السيسي على خصوصية العلاقات المصرية اللبنانية، مشددًا على دعم مصر الثابت للبنان في الحفاظ على وحدته واستقراره، ورفضها القاطع للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي اللبنانية، واحتلال أجزاء منها.
ودعا الرئيس السيسي إسرائيل إلى الانسحاب الفوري وغير المشروط من كافة الأراضي اللبنانية، واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، بما يضمن تمكين الجيش اللبناني من فرض سيطرته جنوب نهر الليطاني.
كما دعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في دعم لبنان، وحث الجهات المانحة على المساهمة الفعالة في إعادة إعماره بما يمكّنه من تجاوز أزماته والعودة إلى طريق الاستقرار والازدهار.
وتطرقت المباحثات كذلك إلى تطورات الوضع في قطاع غزة، حيث شدد الرئيسان على ضرورة إنهاء العدوان الإسرائيلي فورًا، واستئناف وقف إطلاق النار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية العاجلة. وأكدا رفضهما لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم، داعين إلى الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي الشأن السوري، أعرب الزعيمان عن دعمهما لحق الشعب السوري في مستقبل آمن، مؤكدين ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل، يضمن وحدة سوريا واستقلالها، ويدينان الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مع المطالبة بالانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي السورية المحتلة.
وفي ختام كلمته، أعرب الرئيس السيسي عن تمنياته للبنان وللرئيس جوزاف عون بالتوفيق، مؤكدًا أن مصر ستظل إلى جانب لبنان وشعبه، وستواصل العمل على تعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات، إيمانًا بدور لبنان الريادي كمنارة للثقافة والتنوير في المشرق العربي.
وأشار إلى أن الروابط بين مصر ولبنان تمتد جذورها منذ العصور القديمة، مرورًا بالتعاون الثقافي المشترك في العصر الحديث، مؤكدًا أن مصر ستبقى داعمة للبنان على كل المستويات.
