السيسي سيفوز بـ«الولاية الثالثة».. وحازم عمر يقدم نفسه بـ«شكل جيد» .. زهران يقود «حملة الشعارات».. ويمامة يخصم من «رصيد الوفد»
صفوت عمران يكتب من القاهرة
المتابع لسابق إنتخابات الرئاسة المصرية التي ستجري خلال أيام 1 و2 و3 ديسمبر في الخارج و10 و11 و12 ديسمبر في الداخل وبنظره إلى المرشحين الأربعة، نتأكد من الآتي:
1- الرئيس عبدالفتاح السيسي .. اتفقت أو اختلف معه سوف يفوز بولاية ثالثة حتى نهاية 2030، وقد يحصل على أكثر من 75% من الأصوات الصحيحة، كل التحركات على مختلف المستويات الرسمية والشعبية تؤكد أنه سيكون الرابح في هذه الانتخابات، وحظوظه أكبر بكثير من منافسيه الثلاثة، الذين لا يوجد بينهم شخصية عامة يعرفها جموع الشعب المصري، رغم أن جميعهم شخصيات تشارك بالعمل العام والسياسي منذ أكثر من عشرة أعوام، كما يستفيد الرئيس السيسي بشكل كبير من موقفه التاريخي وصموده حتى الآن في حرب غزة الدائرة ورفضه تهجير الفلسطينيين إلى سيناء ورفضه تصفيه القضية الفلسطينية على حساب مصر، وفي حفاظه بوصفه القيادة السياسية إلى جانب القوات المسلحة المصرية على سلامة التراب الوطني، إضافة إلى التراجع عن تسليم جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين واستمرار تدفق مياه النيل دون نقصان حصة مصر رغم التعنت الاثيوبي وعدم إنهاء أزمة سد النهضة، وهو ما بعث رسالة طمأنة للشعب على التزام السيسي بمحددات الأمن القومي، مما زاد من فرص فوزه بشكل غير مسبوق، علاوة على رغبة أغلبية الشعب في عدم المغامرة في الفترة الحالية باختيار رئيس جديد لا يعرفوه ولا يعرفوا توجهه، .. ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة، ومضاعفة فاتورة حياة المصريين لأكثر من 4 مرات خلال 10 سنوات إلا أنه مازال قطاع كبير من المصريين يراهنون على تحسن الأوضاع، مؤكدين أن تحسين الظروف الاقتصادية ووقف غلاء الأسعار وضبط سوق العملة المطلب الأهم من السيسي في الفترة القادمة، وهو التحدي الأكبر في ولايته الثالثة.. والاغبيلة يرفعون شعار: «اللي نعرفه احسن من اللي منعرفهوش».. لذا سوف يصبح السيسي رئيساً لولاية ثالثة وبات فوزه مضموناً ولم يكن في حاجة لكل هذه المؤتمرات الانتخابية سوى لرغبة القائمين عليها في تقديم أنفسهم وتأكيد ولائهم للرئيس بحثاً عن دور في مشهد ما بعد الانتخابات الرئاسية.
2- فريد زهران .. رئيس الحزب المصري الديمقراطى الإجتماعي، يعاني من تحول حملته الرئاسية إلى ترديد الشعارات دون إقناع الناخبين بأنه يمتلك رؤية، فالرجل الذي يجيد النقاش والتحدث، برنامجه لم يراوح حد الكلام، علاوة على أن ترشحه المفاجئ وضعه في مربع الباحث عن لقب «المرشح الرئاسي السابق» .. أكثر من كونه منافس حقيقي في إنتخابات الرئاسة.. والحديث المتكرر عن علاقة حزبه بحكومات وبرلمانات ما بعد 2013، حديث غير دقيق، فتواجد بعض قيادات حزبه في الحكومة كان بشكل شخصي ومحدود ولم يتجاوز عامين، وانتهى بانتهاء ما يعرف بحكومة جبهة الإنقاذ، كما أن وجود حزبه في البرلمان تم في إطار تفاهمات سياسية، ليست لها علاقة بتواجد حقيقي في الشارع أو شعبيه كبيرة بين الجماهير، والرجل افضل ما قدمه في حملته الانتخابية هو ظهوره بـ«نيو لوك جديد» يعتمد على «صبغ شعره وشاربه، وتحسين جودة وهندام ملابسه».. كما أنه فشل في الحصول على دعم كافة مكونات الحركة المدنية الديمقراطية، وتسبب في شق صفوفها، وربنا يكون كتب نهاية وجودها، في مهمة سياسية غير مسبوقة، مفادها كتابة شهادة وفاة تلك الحركة التي خسرت كثيرا خلال السنوات الأخيرة وثبت أنها تضم عدد كبير من المنتفعين والمرتزقة الذين يبحثون عن عقد الصفقات السياسية أكثر من خدمة الوطن «دولة وشعب».
3- عبدالسند يمامة، رجل مجهول جاء لرئاسة الوفد، في لحظة غضب من أداء كارثي لرئيسه السابق بهاء ابوشقة، ونجح التصويت العقابي في وضعه على كرسي سعد زغلول ومصطفى النحاس، الرجل الذي ظل سنوات طويلة عضواً في الهيئة العليا لحزب الوفد دون أن يسمع عنه أحد، عجبته لعبة الانتخابات وتصور وهماً أن نجاحه في الوفد جاء لشعبيته وحباً في شخصه وليس نكاية في منافسه، وبدلا من ترتيب البيت من الداخل، صنع الكثير من المشاكل في الحزب بل وسلمه لمن يديرونه من الخارج، ثم فاجئ الجميع برغبته في الترشح لرئاسة الجمهورية، ولا احد يعرف من أين جاءته تلك الفكرة التي لا تتناسب مع ظروف الوفد المنهار منذ سنوات ولا تسمح بها إمكانياته الشخصية المحدودة، لكنه صمم على الترشح ضارباً عرض الحائط بلائحة الحزب، ولم يستمع لرفض الكثير من قيادات الحزب خوض الانتخابات الرئاسية، وبات يتحدث في الكواليس عن صفقه ومكاسب وأرباح من ترشحه ولا يعرف أحد من الذي وعده بتلك المكتسبات ولا أحد يعرف مدى مصداقية ما يقوله؟!، وهل تلك الصفقة قابلة للتنفيذ أم أنها مجرد خيال، بينما المؤكد والواضح أن الرجل لا يمتلك رؤية ولا برنامج ولا قدرة على الحديث، وفي كل لقاء تلفزيوني أو حوار صحافي يصدر أزمات لشخصه ولحزب الوفد بدون مناسبة، مما دفع الكثير من الجماهير إلى التهكم عليه والانتقاص منه، بل وصفوا ما يقوله بـ«الهرتلة» .. وبات من المؤكد أن حزب الوفد خسر كثير من النقاط بسبب ترشح رئيسه الغير مؤهل والذي لا يعرفه سوى أعضاء حزبه وعدد قليل من العاملين بالسياسة، وسط مخاوف أن يخرج من سباق الرئاسة بـ«فضيحة انتخابية» تضر بالحزب لـ«سنوات قادمة».
4- حازم عمر .. فوجئ الكثيرون بترشحه لانتخابات الرئاسة فالرجل أحد أبناء النظام السياسي الحالي، ورئيس حزب «الشعب الجمهوري» الشريك مع أحزاب «مستقبل وطن، ومصر الحديثة» في الاستحواذ على الأغلبية البرلمانية داخل مجلسي النواب والشيوخ، وكان قبل أيام من الترشح، رئيساً للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وفقاً لما أعلنه بأنه استقال حتى يتمكن من الترشح، مما جعل الكثيرون يصفونه بـ«المرشح الديكور» خاصة أن ترشحه لم يسبقه أي خلاف أو أزمة مع سياسات الدولة، ولم يضبط يوماً منتقداً لسياسات الحكومة وظل مدافعاً عنها ولم يتغير موقفه إلا بعدما أعلن رغبته في الترشح وكأنه أراد أن يقدم نفسه بشكل مختلف عن الواقع، لكنه يظل رجل أعمال مميز، ويمتلك خبرة واسعة في المجال الإقتصادي، علاوة على أنه يمتلك تكوين جسماني وملامح شكليه يبدو عليها القبول والهيبة والوقار، كما يقول عدد من أنصاره أنه يجيد التحدث بالإنجليزية والفرنسية بشكل متقن، هذا وغيره جعل «حازم عمر» محل ترقب من الجماهير، ومع سباق الانتخابات وعقده مؤتمرات جماهيرية واستضافته إعلامياً في البرامج والصحف، قدم نفسه بشكل جيد ومميز، واكتشف المتابعون أنه يمتلك قدرة على الحديث ويمتلك رؤية اقتصادية واضحة ويجيد التعبير عنها، وما قد يجعله الأقرب لاحتلال المرتبة الثانية بين المرشحين الأربعة في استطلاعات الرأي، وتجاوز فكرة «المرشح الديكور» إلى «المرشح الذي بدأ متأخراً وكان يمكنه أن صنع معركة افضل لو حسم قرار ترشحه مبكراً قبل عام أو عامين» .. بل طالب البعض من الرئيس السيسي عند فوزه المتوقع بهذه الانتخابات أن يستفيد من رؤية حازم عمر خاصة الاقتصادية وأن يأتي به أما رئيساً للوزراء في أول حكومة بعد الانتخابات أو على الأقل وزيراً للاستثمار والتعاون الدولي.. إلا أن متربصون ذهبوا إلى أن إستقالة «حازم عمر» لم تقبل وأنه مازال عضواً بمجلس الشيوخ مما يفتح الباب على مصراعيه للتشكيك في ترشحه وأنه باطل مستندين إلى أحكام القضاء ببطلان ترشح سامح عاشور في إنتخابات نقيب المحامين، وبطلان ترشح المهندس أحمد عثمان في انتخابات نقابة المهندسين، وسط تساؤلات عن أسباب امتناع مرشحي الرئاسة عن الطعن على ترشحه؟!، فهناك من ذهب إلى أن ترشحه تم بترتيب وأنه سوف يخسر الانتخابات ثم يعود لموقعه في مجلس الشيوخ وكأنه لم يحدث شيء حتى لو تم ذلك عبر اختراق الدستور والقانون، والبعض الآخر ذهب إلى أن تلك الورقة تم الاحتفاظ بها لاستخدامها ضده إذا زادت شعبيته بشكل يخلق منافسه حقيقية.. فهل يفاجئنا مجلس الشيوخ والهيئة الوطنية للانتخابات بإعلان قرار قبول استقالة حازم عمر من مجلس الشيوخ وأن ترشحه للرئاسة يتفق مع صحيح الدستور والقانون وإغلاق باب التشكيك أم أنه مازال عضواً في مجلس الشيوخ وبالتالي إنتخابات الرئاسة تدخل في نفق التشكيك المظلم الذي يمارسه المتربصون؟!
#التصويت والمشاركة
قد يقول البعض أنه طالما فوز الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي بولاية جديدة أمر محسوم وفق مختلف استطلاعات الرأي، لماذا هناك حث للناخبين على المشاركة الواسعة في الإنتخابات؟!.
1- تعزيز الممارسة الديمقراطية.. وتقديم صورة إيجابية عن الدولة المصرية.
2- الأمر يتجاوز حق المواطن في التصويت والتعبير عن رأيه إلى تفويض وتجديد ثقة وتعظيم القدرة على العمل والمواجهة.. فالجميع يعرفون أن الرئيس الذي يحظى بتأييد واسع من شعبه يمتلك قدرة كبيرة على التعامل خارجياً وداخلياً.. لذا معدلات التصويت مهمة جداً.
3- زيادة نسبة التصويت رسالة واضحة للخارج أن الرئيس يمتلك شعبية واسعة مما يمكنه أن يتخذ العديد من القرارات في علاقته مع هذه الدولة من منطق القوة والندية، وأيضاً يساعده على رفض أية املاءات خارجية كما حدث بعد طلب نزول الشعب أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة .. فالرئيس المدعوم شعبياً بشكل واسع موقفه يختلف تماماً عن الرئيس الذي يحكم بدون دعم شعبي.
4- رسالة واضحة للداخل سواء أفراد أو كيانات.. رسالة تمكن الرئيس من اتخاذ قرارات واضحة خاصة على المستوى الاقتصادي بداية من تنفيذ المشروعات أو مواجهة الفاسدين ونهابي ثروت الشعب، وضبط السوق ومنع الغلاء، وتحسين قيمة العملة الوطنية.
#بعض المتابعين يرون أن الكثير من القوى الإقليمية والدولية تراقب الإنتخابات في مصر، ولا يخفى على الكثير أن الحلف الصهيوامريكي لن يمرر بسهولة ما فعلته مصر في الحرب الحالية ضد غزة بشكل أجهض خطتهم الكبيرة المعروفة إعلامياً بـ«صفقة القرن»، بل كشفت تقارير سياسية قبل شهور أن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت من الرئيس السيسي عدم الترشح لولاية ثالثة، وإفساح المجال أمام آخرين بحجة تفاقم الأزمة الاقتصادية والحاجة إلى دماء جديدة تدير المشهد في مصر، وجاء الرد من الرئيس السيسي: «هذا شأن داخلي .. والشعب المصري يحدد اسم رئيسه.. وترشحه يخضع لقرار الشعب المصري».. لذا بات مهم جداً حشد الناخبين بكثافة وقوة للتصويت أياً كان مرشحهم، لتفويت الفرصة على الخارج المتربص، خاصة أن لم تعد هناك فرصة للمناورة حول عدد الناخبين الذين يشاركوا في التصويت، لان الاقمار الصناعية الدولية ترصد كل شئ بدقة متناهية.. فقد أصبحت الإنتخابات سلاحاً استراتيجياً تستفيد منه الدول والحكومات في حماية إرادتها من ناحية، وقد تستخدم ضدها إقليمياً ودولياً من جانب الخصوم والأعداء والطامعين من ناحية أخرى.