السويداء تحترق من جديد.. تجدد الاشتباكات بين الدروز والبدو وسط عودة مرتقبة للقوات السورية بتنسيق إسرائيلي

تجددت الاشتباكات العنيفة، اليوم الجمعة، بين جماعات مسلحة من الطائفة الدرزية وأفراد من عشائر بدوية في محافظة السويداء جنوب سوريا، في ظل تصاعد حدة التوتر الأمني والإنساني، وبعد اتفاق هش لوقف إطلاق النار تم خرقه، وسط استعدادات لعودة القوات الحكومية إلى المنطقة بتنسيق محدود مع إسرائيل.
ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، اندلعت المواجهات مجددًا ظهر اليوم بين الطرفين داخل مدينة السويداء، ما ينذر بموجة جديدة من التصعيد الدموي.
عودة القوات الحكومية بتنسيق مؤقت
تزامن ذلك مع سماح إسرائيل بدخول محدود للقوات السورية إلى السويداء لمدة 48 ساعة، بحسب ما كشفه موقع “تايمز أوف إسرائيل”، وذلك في ظل الفراغ الأمني الحاصل بعد انسحاب تلك القوات بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه سابقًا.
وأشارت شبكة “NBC News” الأمريكية إلى أن قوات الأمن السورية توصلت لتفاهم مع بعض الفصائل الدرزية يسمح بإعادة الانتشار بهدف فرض الاستقرار وحماية مؤسسات الدولة.
اتهامات متبادلة ومخاوف من انفجار شامل
في المقابل، اتهم مكتب الرئيس السوري أحمد الشرع الفصائل الدرزية بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، في حين كشفت تقارير استخباراتية أمريكية، نقلها موقع “أكسيوس”، أن الحكومة السورية لم تكن ضالعة في الانتهاكات التي وقعت مؤخرًا في السويداء، رغم التصعيد الإسرائيلي العسكري ضد مواقع سورية في الجنوب وفي دمشق بزعم تورط مجموعات تابعة للنظام.
وكان الشرع قد أمر سابقًا بسحب القوات الحكومية من المحافظة تجنبًا لتصعيد أوسع مع إسرائيل، إثر وساطات أمريكية ودولية.
كارثة إنسانية تتفاقم
في الأثناء، قالت الأمم المتحدة إن ما يقرب من 2000 عائلة نزحت من السويداء جراء الاشتباكات الأخيرة، وسط تقارير عن انقطاع الكهرباء والمياه وغياب تام للخدمات الأساسية، بينما أكد ريان معروف، رئيس تحرير موقع “السويداء 24″، أن الوضع الإنساني أصبح “كارثيًا”، مضيفًا: “حتى حليب الأطفال لم نعد نجده”.
وتحدثت وسائل إعلام رسمية عن هجمات انتقامية شنتها ميليشيات درزية ضد تجمعات بدوية، ما فاقم من حدة التوتر ودفع مزيدًا من السكان للنزوح.
دعوات أممية لوقف الدم
من جانبه، دعا فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، إلى وقف فوري لإراقة الدماء، مطالبًا بإجراء تحقيقات مستقلة وسريعة وشفافة في الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها، مشيرًا إلى مقتل نحو 600 شخص منذ اندلاع المواجهات الأحد الماضي.
الأسوأ منذ أبريل
ويعد هذا التصعيد الأخطر في السويداء منذ المعارك التي شهدتها المحافظة ومحيط دمشق في أبريل ومايو الماضيين بين القوات الحكومية ومقاتلين دروز، والتي أسفرت حينها عن سقوط أكثر من 100 قتيل.