تقارير وتحليلات

السلام من أرض الفيروز.. “قمة شرم الشيخ” تدشّن مسارًا عالميًا لإنهاء حرب غزة

 

تستضيف مدينة شرم الشيخ اليوم الإثنين حدثاً تاريخياً غير مسبوق، حيث تُعقد “قمة شرم الشيخ للسلام” برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة ورؤساء أكثر من 20 دولة حول العالم.

ومع توافد الزعماء، تتجه أنظار العالم بأسره إلى أرض الفيروز، واضعةً ثقل آمالها على هذه القمة لتدشين مسار شامل ينهي الحرب الدائرة في قطاع غزة ويعزز الاستقرار في الشرق الأوسط.

القمة، التي وُصفت بأنها “حدث تاريخي واستثنائي”، تأتي تتويجاً لـجهود دبلوماسية مكثفة قادتها مصر بالتعاون مع الولايات المتحدة وقطر وتركيا، وتُرجمت إلى اتفاق وقف إطلاق نار هو الأول من نوعه منذ عامين، ومهّد الطريق لوقف العدوان وتبادل الأسرى.

إشادة دولية بالدور المصري المحوري
لم تقتصر أهمية القمة على كونها نقطة التقاء لزعماء العالم، بل جاءت لتؤكد على الدور المصري المحوري كلاعب أساسي ومركز ثقل في الإقليم.

من جانبه، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي وصل للمشاركة في القمة، بالجهود المصرية، معرباً عن تقديره “لجهود القاهرة لوقف الحرب في قطاع غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية وإدخال المساعدات للقطاع على مدار العامين الماضيين”.

وبنفس الروح، ذكر مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن رئيس الوزراء يعتزم الإشادة بالجهود الدبلوماسية التي بذلتها مصر وقطر وتركيا في التوسُّط في الاتفاق.

الإطار القانوني للحكم في غزة
وفي إطار متصل، صرّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى وصوله إلى مصر، بأنه “يجب أن يكون هناك إطار دولي قانوني للقوة الدولية في غزة”، مشدداً على ضرورة “أن يكون للسلطة الفلسطينية دور في الحكم”، ومُشيداً بجهود الرئيس السيسي ودور بلاده في تحقيق هذا الإنجاز.

الولايات المتحدة أكدت أيضاً على الدور المصري، حيث أشاد مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق الأوسط، بجهود مصر للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أن “اتفاق السلام سيفتح باب الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط بأكملها”.

من إنجاز سياسي إلى تحرك إنساني عاجل
الخبير الأممي توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، وصف اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار بأنه “بصيص أمل حقيقي واختراق دبلوماسي مهم”، مثمناً الدور الذي لعبه الرئيسان السيسي وترامب وجميع المفاوضين.

لكنه شدد، في تصريحات خاصة لـ”القاهرة الإخبارية”، على أن التحدي الآن هو “تحويل هذا الإنجاز السياسي إلى تحرك فعلي على الصعيد الإنساني”، خاصة مع تفشي المجاعة في القطاع، داعياً إلى التحرك “بشكل سخي وعلى نطاق واسع، نظرًا لهول الاحتياجات”.

ترحيب فلسطيني ودور مصري “فاعل”
من جهته، وجه ثائر شريتح، المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين، “الشكر العميق لمصر، قيادة وشعبًا، على وقوفهم الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني”، مشيداً بـ”دورهم الفاعل في الوصول إلى هذه المرحلة الحاسمة من وقف الحرب والإبادة”.

وأشار شريتح إلى أن الاتفاق يتوقع أن يُفضي إلى الإفراج عن 250 أسيرًا فلسطينيًا من أصحاب الأحكام المؤبدة والعالية.

وتبقى قمة شرم الشيخ للسلام اليوم بمثابة نقطة انطلاق نحو معالجة تداعيات الأزمة الإنسانية والسياسية، وتُرسخ المكانة المصرية كـ”صوت العقل” ومركز ثقل لا غنى عنه في أي تسوية تهدف إلى استقرار المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى