السفير حسام زكي: قمة شرم الشيخ أنهت الصراع عمليًا والخطة المصرية لإعمار غزة هي الوحيدة القابلة للتنفيذ

أكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن قمة السلام في شرم الشيخ شكلت علامة فارقة في مسار القضية الفلسطينية، معتبرًا أنها أنهت الصراع عمليًا، معربًا عن أمله في أن تسهم في وقف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأوضح زكي في تصريحات خاصة لقناة القاهرة الإخبارية، أن القمة نجحت في كسر حالة الجمود التي شهدها مسار القضية الفلسطينية خلال السنوات الماضية، مؤكدًا ضرورة البناء على هذا الزخم السياسي وتحويله إلى خطوات عملية على الأرض تضع حدًا لمعاناة الفلسطينيين.
وأشار إلى أن إنهاء الحرب يرتبط بعدة تفاصيل معقدة، من أبرزها ملف المحتجزين والأسرى، الذي لم يتم التوصل لاتفاق نهائي بشأنه بعد، ما يتطلب صبرًا وجهودًا مكثفة من الوسطاء لضمان استمرار الاتفاق وعدم انهياره.
وأشاد الأمين العام المساعد بالدور المصري، واصفًا إياه بالمحوري في لمّ شمل الأطراف وتحريك مسار الحل نحو نتائج إيجابية، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية قدّمت خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة تركز على عدم تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وإعادة بناء ما دمره العدوان الإسرائيلي.
وأضاف أن الخطة المصرية المدعومة عربيًا ودوليًا هي الخطة العملية الوحيدة القابلة للتنفيذ، لأنها تضمن بقاء الفلسطينيين في أرضهم، وتحقق أهدافًا إنسانية وسياسية مهمة.
وفي ما يخص العقبات أمام تنفيذ الاتفاق، حذّر زكي من أن الجانب الإسرائيلي يضع العراقيل ويستخدم مبررات مختلفة لتعطيل مسار التنفيذ، مؤكدًا أن استمرار الضغط من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على إسرائيل يمثل عنصرًا حاسمًا لنجاح الاتفاق.
ولفت إلى أن انخراط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المفاوضات ساهم في الضغط على إسرائيل لوقف العملية العسكرية، محذرًا من أن تراجع الدور الأمريكي سيكون خسارة كبيرة، بينما استمرار هذا الدور يمثل مكسبًا حقيقيًا.
وأشار زكي إلى تباين في الخطاب الأمريكي، مؤكدًا أن تصريحات ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي عكست التزامًا قويًا بأمن إسرائيل ودعمها عسكريًا، بينما جاء الخطاب الموجّه للعرب في شرم الشيخ أقل حدة.
وفي ما يتعلق بالحل المستدام، شدد الأمين العام المساعد على أن عودة السلطة الفلسطينية لإدارة غزة هي السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار، منتقدًا في الوقت ذاته ممارسات إسرائيل في الضفة الغربية، خاصة الاستيطان والتضييق على السلطة الوطنية الفلسطينية.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي هو أصل المشكلة وليس سلاح المقاومة، مشيرًا إلى أن أي مسار للسلام يجب أن يعالج جذور الأزمة.
وفي ختام تصريحاته، قال زكي إن الجامعة العربية لم تتلق أي اتصالات رسمية بشأن الكيان المزمع تشكيله تحت اسم لجنة السلام في غزة، موضحًا أنها ستنتظر موقفًا عربيًا موحدًا لتحديد تحركها، ومشككًا في إمكانية دخول هذا الكيان حيّز التنفيذ.