الاقتصاد

الذهب يلمع في 2025.. محللون يتوقعون وصول الأونصة إلى 4000 دولار

شهدت أسعار الذهب قفزة قوية خلال الأيام القليلة الماضية، متجاوزة حاجز 3200 دولار للأونصة، في حركة اعتبرها خبراء بداية لتحول كبير في مسار المعدن الأصفر، الذي قد يبلغ مستويات تاريخية تصل إلى 4000 دولار، في ظل اهتزاز ثقة المستثمرين في الأصول التقليدية وتقلبات الأسواق المالية العالمية.

وقال مايك ماجلون، كبير محللي السلع في “بلومبرج إنتليجنس”، إن الذهب أصبح الملاذ الآمن الأبرز بعد تراجع أداء الأسهم الأمريكية والبيتكوين، موضحًا: “نحن نشهد حاليًا بداية لسوق هابطة في وول ستريت وتحولًا جذريًا يصب في مصلحة المعادن الثمينة”، وأضاف: “الذهب يتجه نحو 4000 دولار، والسؤال فقط هو: متى؟”.

ارتفاع بنحو 25% منذ بداية العام
ومنذ بداية عام 2025، ارتفع الذهب بنحو 25% مدفوعًا بطلب قوي من البنوك المركزية، وتدفقات متزايدة على صناديق الاستثمار المتداولة، إلى جانب تصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي. وأشار بنك “جولدمان ساكس” إلى أنه رفع توقعاته لسعر الذهب مع نهاية العام الجاري إلى 3700 دولار، مرجحًا أن يصل إلى 3900 دولار حال حدوث تراجع اقتصادي ملموس.

الذهب يلمع في 2025.. محللون يتوقعون وصول الأونصة إلى 4000 دولار
الذهب

تحولات في تدفقات رأس المال
وأرجع ماجلون قوة الذهب إلى “تحولات هيكلية عميقة” في حركة رؤوس الأموال التي بدأت تبتعد عن الأصول المضاربية عالية المخاطر، لافتًا إلى أن “الذهب بات الأغلى تاريخيًا مقارنةً بالسندات الأمريكية طويلة الأجل”، وهو ما يعكس حجم الديون المتزايدة وتوجه السياسات الاقتصادية نحو الحماية التجارية وفرض الرسوم، الأمر الذي يغذي التضخم.

تراجع الأسهم والبيتكوين
في المقابل، خسرت سوق الأسهم الأمريكية نحو 6 تريليونات دولار من قيمتها السوقية منذ بداية العام، وهو ما يعادل نصف المكاسب التي تحققت في عام 2023. أما البيتكوين، فقد تراجعت تدفقات الاستثمارات عليه وسط تقلبات حادة، في وقت تشير فيه البيانات إلى تدهور نسبة الذهب إلى البيتكوين إلى نحو 26، مع توقعات بانخفاضها لما دون القاع السابق عند 17.

وأكد ماجلون: “البيتكوين لا يزال أصلًا عالي التقلب ومضاربيًا بدرجة كبيرة… البعض يراه فرصة شراء عند الهبوط، أما أنا فأعتقد أن الأفضل الابتعاد عنه”.

الذهب يلمع في 2025.. محللون يتوقعون وصول الأونصة إلى 4000 دولار
الذهب

مؤشرات الانكماش العالمي والتضخم الأمريكي
وأشار محلل بلومبرج إلى أن الأسواق العالمية بدأت تُظهر إشارات للانكماش، لا سيما في الصين وألمانيا، في حين ارتفعت توقعات التضخم في الولايات المتحدة لمستويات غير مسبوقة منذ 1981، وفق بيانات جامعة ميشيغان. ولفت إلى أن “السياسات النقدية المتأخرة” للفيدرالي الأمريكي ساهمت في خلق هذا الوضع، قائلًا: “لقد بالغنا في ضخ السيولة، واحتفظ الفيدرالي بأسعار فائدة منخفضة لفترة طويلة”.

الذهب الخيار الأمثل للمستثمرين
وفي ظل اهتزاز الثقة في الأسواق التقليدية، يرى ماجلون أن الذهب هو الوجهة الأكثر أمانًا حاليًا، حيث بدأت رؤوس الأموال تتدفق إليه بشكل واضح عبر صناديق الاستثمار. وأضاف: “الذهب يواصل قيادة سوق المعادن الثمينة، ومع تراجع سوق الأسهم، قد يتجه المستثمرون نحو سندات الخزانة، لكننا لم نصل إلى تلك النقطة بعد”.

وفيما يخص شركات تعدين الذهب، التي لم تواكب بعد ارتفاع الأسعار، أشار ماجلون إلى أن “الإحباط الحالي بين المستثمرين قد يتحول إلى فرصة صعود قوية إذا استمر الذهب في تحقيق المكاسب”.

ويُتوقع أن يظل الذهب تحت الأضواء خلال عام 2025، مدعومًا بحالة الغموض الاقتصادي العالمي، والتضخم المرتفع، وتراجع شهية المستثمرين تجاه الأصول عالية المخاطر، مما يعزز مكانته كملاذ آمن في أوقات الاضطراب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى