ضوابط مشدَّدة لموسم حج 2026.. الداخلية تُلزم حجاج القرعة بحزمة من الاشتراطات التنظيمية والصحية
في إطار جهود الدولة المصرية لضمان سلامة وراحة حجاج بيت الله الحرام، أصدرت وزارة الداخلية حزمة من الاشتراطات التنظيمية والصحية الدقيقة لموسم حج القرعة لعام 2026، مؤكدة على ثبات الأسعار مقارنة بالعام الماضي؛ تيسيرًا على المواطنين.
وتبرز هذه الإجراءات الجديدة إعطاء الأولوية القصوى للحالة الصحية للحاج، إلى جانب تحديد دقيق لمواعيد سداد التكاليف والمستندات المطلوبة، وهو ما يعكس التنسيق المستمر بين مختلف الجهات المعنية لتوفير أقصى درجات الرعاية والأمان لضيوف الرحمن، وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية.
اشتراطات صحية غير مسبوقة
فرضت وزارة الداخلية شرطاً صحياً جديداً ومُلزماً على الفائزين بقرعة الحج، تمثل في تقديم تقرير طبي مُمَكَّن ومُعتمد من إحدى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة. يجب أن يوضح هذا التقرير الحالة الصحية للحاج بالتفصيل، ومدى قدرته على أداء المناسك الشاقة، مع اشتراط وضع التقرير داخل مظروف مغلق لضمان الخصوصية والسرية.
ويهدف هذا الإجراء إلى التأكد من اللياقة البدنية للحاج، خاصة كبار السن وذوي الأمراض المزمنة، وتجنيبهم أي مخاطر صحية قد تهدد سلامتهم في الأراضي المقدسة. هذا فضلاً عن ضرورة استخراج البطاقة الصحية التي تثبت حصول الحاج على تطعيم الالتهاب السحائي الرباعي (ACYW135) قبل السفر بعشرة أيام على الأقل، والالتزام بأي تطعيمات إضافية تُقررها وزارة الصحة أو السلطات السعودية.
تثبيت الأسعار وحسم الموقف المالي في نوفمبر
في إطار التيسير الاقتصادي، أكدت الداخلية على عدم فرض أي زيادات على الأسعار مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغت قيمة تكاليف الحج هذا العام 220 ألفًا و300 جنيه مصري، وهي القيمة المقررة للعام الماضي، وتشمل تكاليف الإقامة والتنقلات والخدمات الأساسية، على أن يتم الإعلان لاحقاً عن قيمة تذاكر السفر.
وحددت الوزارة فترة زمنية حاسمة لسداد هذه التكاليف تبدأ من يوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 وتستمر حتى يوم الاثنين 24 نوفمبر من الشهر ذاته. يتم السداد من خلال فروع البنوك الوطنية (الأهلي، مصر، القاهرة) ومكاتب الهيئة القومية للبريد.
ويُشدد البيان على أن عدم سداد التكاليف خلال هذه الفترة يُعد تنازلاً صريحاً عن فرصة الحج، دون أي مسؤولية تقع على الوزارة، مع التنبيه على الفائزين بضرورة سداد أي رسوم إضافية قد تفرضها السلطات السعودية لاحقاً. وقد نُوهت الوزارة إلى أنه يتم سداد تكاليف كبار السن وذوي الهمم والمرافقين الوجوبيين معاً، مراعاةً لظروفهم الخاصة.
المستندات المطلوبة
طالبت الوزارة الفائزين بالقرعة بالتوجه إلى مراكز أو أقسام الشرطة التابعين لها لتقديم حزمة كاملة من المستندات لإتمام إجراءات السفر، يأتي في مقدمتها:
جواز سفر مميكن ساري الصلاحية لمدة لا تقل عن عام اعتبارًا من 8 فبراير 2026، مع التأكيد على رفض أي جواز سفر يتضمن ثقوباً أو اختلافاً في البيانات.
إيصال سداد التكاليف الصادر من البنك أو مكتب البريد، ونسخة إلكترونية على قرص مدمج (C.D) من صفحة البيانات بجواز السفر.
البصمة العشرية (فيش حج مميكن) لضمان التحقق من الهوية.
بيان الموقف التجنيدي للمستحقين لذلك، وتصريح السفر من جهة العمل لمن يلزمهم القانون بذلك.
شهادة تحركات من مصلحة الجوازات والهجرة للفائزين الذين سبق لهم التواجد بالمملكة العربية السعودية خلال مواسم حج سابقة.
قواعد السلوك والانضباط: من حمل الأدوية إلى حظر التصوير
شددت وزارة الداخلية على مجموعة من التعليمات السلوكية والتنظيمية التي يجب على الحجاج الالتزام بها خلال وجودهم في المملكة العربية السعودية:
أولاً، طالبت الوزارة الحجاج الذين يعانون من أمراض مزمنة بضرورة حمل بطاقة صحية توضح حالتهم، واصطحاب الكميات الكافية من أدويتهم في عبواتها الأصلية، مرفقة بالتقارير الطبية التي تثبت استخدامها الشخصي، وإبرازها لمأموري الجمارك. كما دعت إلى الإفصاح عن المبالغ المالية أو المعادن الثمينة التي تتجاوز قيمتها 60 ألف ريال سعودي (نحو 16 ألف دولار أمريكي).
ثانياً، أكدت الوزارة على ضوابط السلوك داخل الحرمين والمشاعر المقدسة، وفي مقدمتها حظر التصوير داخل الحرمين الشريفين بأي وسيلة كانت، حفاظاً على قدسية المكان. كما دعت إلى الالتزام التام بتعليمات التفويج أثناء الانتقال إلى جسر الجمرات، وتجنب الافتراش في الطرق أو التزاحم.
ثالثاً، حذرت الوزارة من خطورة الإجهاد الحراري، وطالبت الحجاج بالابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة، وعدم الخروج في درجات الحرارة العالية إلا للضرورة القصوى، وضرورة اتباع إرشادات البعثة المصرية والسلطات السعودية.
رسالة ختامية: التنسيق الكامل لخدمة ضيوف الرحمن
اختتمت وزارة الداخلية بيانها بالتأكيد على أن الهدف من جميع هذه الإجراءات هو تيسير رحلة الحج أمام المواطنين، وتوفير كل السبل التي تضمن أداء المناسك في أجواء آمنة ومنظمة. وأشارت إلى أن التنسيق يتم على أعلى مستوى بين الوزارات المعنية والجهات السعودية لتوفير الإقامة والنقل والرعاية الطبية الكاملة للحجاج المصريين، بما يعكس صورة مصر المشرفة في خدمة ضيوف الرحمن.
