الخطيب يتنحى.. كواليس قرار الاعتزال الإداري ومستقبل الأهلي المجهول

لم يكن مساء الخميس مجرد يوم عادي في تاريخ النادي الأهلي. بل حمل واحدة من أكبر المفاجآت التي لم يتوقعها أحد: محمود الخطيب، أسطورة الكرة ورئيس النادي الحالي، يعلن انسحابه من المشهد الإداري، رافضًا استكمال دورته الحالية، ومؤكدًا أنه لن يترشح في الانتخابات المقبلة، مبررًا القرار بظروفه الصحية الحرجة.
بداية الزلزال.. خطاب مسرَّب
القصة بدأت مع تسريب خطاب رسمي موقَّع من الخطيب وموجَّه إلى أعضاء الجمعية العمومية.
الخطاب تضمّن اعتذاره الصريح عن استكمال مهمته، ما أشعل الجدل وأثار التساؤلات حول مستقبل القلعة الحمراء في غياب “بيبو”، الذي طالما ارتبط اسمه بالبطولات والاستقرار الإداري.
ارتباك داخل المجلس.. وطوارئ لمواجهة المجهول
داخل أروقة مجلس الإدارة، سادت حالة من الارتباك. فالمعلومات المتداولة تؤكد أن المجلس قد يضطر إلى عقد اجتماع طارئ خلال الأيام المقبلة، لبحث بدائل مؤقتة إذا تمسّك الخطيب بموقفه.
وفي الكواليس، تتحرك لجنة الحكماء على أمل إقناع الرئيس الحالي بالعدول عن قراره، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن الأهلي في حاجة إلى خبرته خلال هذه المرحلة الحساسة.
مشهد استثنائي في اجتماع الخميس
الاجتماع الأخير للمجلس حمل تفاصيل درامية. الخطيب لم يكمله، وطلب من زملائه أن يتولى أي منهم المسؤولية حتى موعد الانتخابات. لكن أعضاء المجلس أجمعوا على رفض طلبه، معتبرين أن بقاءه ضرورة لا غنى عنها. ورغم ذلك، كان صوت الخطيب واضحًا: “الضغط أكبر من قدرتي.. وصحتي لا تتحمّل.”
خلفيات القرار.. إنذارات مبكرة
لم يأتِ قرار الخطيب من فراغ. ففي فبراير الماضي، وأثناء حفل الإعلان عن تصميم استاد الأهلي الجديد في الأقصر، لمح إلى رغبته في أخذ فترة راحة لإجراء فحوصات طبية.
غير أن الظروف الطارئة بالنادي، وعلى رأسها وفاة نائبه العامري فاروق، أجبرته على العودة سريعًا إلى العمل.
لملف الصحي.. رحلة صراع طويلة
الخطيب خاض رحلة علاج طويلة خلال السنوات الماضية. فقد أجرى جراحة دقيقة في المخ بألمانيا لاستئصال ورم حميد، تركت آثارًا على اتزانه وسمعه.
كما خضع لعملية في العمود الفقري زادت من متاعبه، بينما استمرت الضغوط اليومية للنادي في مفاقمة أزمته.
مستقبل غامض.. وسباق مبكر على الرئاسة
بإعلان الخطيب انسحابه، فُتح الباب مبكرًا أمام سباق الرئاسة داخل القلعة الحمراء. انتخابات أكتوبر أو نوفمبر المقبل باتت تحمل طابعًا مختلفًا،
قرار محمود الخطيب لم يكن مجرد خطوة إدارية عابرة، بل هو مشهد إنساني في المقام الأول، يكشف صراع أسطورة أنهكته الضغوط الصحية بين الوفاء لناديه وبين حاجته إلى الراحة.
على الصعيد الإداري، يترك غياب الخطيب فراغًا كبيرًا داخل المجلس، ويضع الأهلي أمام اختبار البحث عن قائد يملك الكاريزما والخبرة لإدارة واحدة من أعقد المؤسسات الرياضية في المنطقة.
أما المستقبل، فبات مفتوحًا على كل الاحتمالات، من سباق انتخابي مبكر قد يغير ملامح النادي، إلى احتمال عودة “بيبو” في اللحظة الأخيرة إذا انتصرت العاطفة على المرض.
وبين هذه الأبعاد الثلاثة، يبقى السؤال معلقًا: هل سيستطيع الأهلي أن يكتب فصلاً جديدًا من تاريخه من دون محمود الخطيب، أم أن اسم “بيبو” سيظل حاضرًا في المشهد حتى وهو بعيد عن مقعد القيادة؟