الحرب التجارية تشتعل بين أمريكا وأوروبا.. تهديد اقتصادي يهدد شراكة الـ9.5 تريليون دولار

حذرت الغرفة التجارية الأمريكية لدى الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، من أن تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا يمثل تهديدًا خطيرًا على الأعمال الاقتصادية العابرة للأطلسي، في ظل تبادل تجاري ضخم يُقدر بنحو 9.5 تريليون دولار سنويًا.
جاء ذلك في تقريرها السنوي حول الاقتصاد عبر الأطلسي، والذي كشف عن تسجيل العلاقات التجارية بين الجانبين أرقامًا قياسية في عام 2024، حيث بلغ حجم التبادل التجاري تريليوني دولار، إلا أن العام المقبل قد يحمل تحديات جسيمة قد تعكر صفو هذه الشراكة الاقتصادية.
وأشار التقرير إلى أن التوترات التجارية تصاعدت بشكل ملحوظ بعد فرض واشنطن رسومًا جمركية جديدة على الصلب والألمنيوم، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات انتقامية لحماية مصالحه الاقتصادية.
كما كشف التقرير عن اعتماد كبير بين الأسواق الأمريكية والأوروبية، حيث تفوق مبيعات الشركات الأمريكية التابعة في أوروبا حجم الصادرات الأمريكية إليها بأربعة أضعاف، بينما تتجاوز مبيعات الشركات الأوروبية التابعة في الولايات المتحدة ثلاثة أضعاف حجم الصادرات الأوروبية إليها.
وحذر التقرير من أن استمرار التصعيد قد يلقي بظلاله على التجارة بين الشركات، مما قد يؤثر بشكل مباشر على اقتصادات بعض الدول الأوروبية، خاصة أن التجارة مع الولايات المتحدة تمثل 90% من إجمالي التبادل التجاري لأيرلندا و60% من التبادل التجاري لألمانيا.
وفي خطوة تصعيدية جديدة، فرضت واشنطن الأسبوع الماضي رسومًا جمركية إضافية على الصلب والألمنيوم الأوروبي، ورد الاتحاد الأوروبي بخطط مضادة، بينما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 200% على النبيذ والمشروبات الروحية القادمة من أوروبا، في إطار سعيه لتقليص العجز التجاري السلعي الأمريكي مع الاتحاد الأوروبي، رغم تحقيق فائض في قطاع الخدمات.

ومع تزايد حدة التوترات، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مستقبل العلاقات التجارية بين الطرفين، ومدى قدرة المفاوضات على احتواء الأزمة قبل أن تتفاقم تداعياتها على الاقتصاد العالمي.