منوعات

الجوع العاطفي.. حين يتحول الطعام إلى وسيلة للهروب من المشاعر

في لحظات الحزن أو التوتر أو الوحدة، قد يجد الإنسان نفسه يتجه إلى الطعام دون شعور حقيقي بالجوع، وكأن قطعة شوكولاتة أو كيس شيبسي يحملان الدواء لكل ما يؤلمه. هذه الحالة تُعرف بـ «الجوع العاطفي» وهي ظاهرة شائعة، خاصة لدى النساء خلال فترات الضغوط النفسية أو بعد المرور بتجارب مؤلمة.

الجوع العاطفي لا يرتبط بحاجة الجسم إلى الطاقة، بل بالحالة المزاجية، حيث يبحث العقل عن شعور سريع بالراحة، فيجد في الأكل – خصوصًا السكريات والكربوهيدرات – مصدرًا فوريًا لهرمون السعادة المؤقتة. لكن هذا الإحساس سرعان ما يتلاشى ويعقبه شعور بالذنب أو الثقل.

التمييز بين الجوع الجسدي والجوع العاطفي خطوة أساسية للسيطرة عليه. فالأول يأتي تدريجيًا ويُشبع بأي طعام، أما الثاني فيظهر فجأة ويتعلق برغبة في نوع محدد. كما يلعب الكبت العاطفي، والملل، والضغوط اليومية دورًا كبيرًا في تحفيزه.

وللتغلب عليه، ينصح الخبراء بمراقبة المشاعر بدلاً من قمعها، واستبدال الأكل بأنشطة مريحة كالخروج للمشي أو التحدث مع صديق، إضافة إلى تنظيم الوجبات اليومية وتجنّب السكريات السريعة.

بناء علاقة صحية مع الطعام يبدأ من احترام الجسد وفهم احتياجاته الحقيقية، فالأكل ليس وسيلة للهروب من الألم، بل وسيلة للعناية بالنفس. التغلب على الجوع العاطفي رحلة وعي، وليست سباقًا، تبدأ بخطوة وقرار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى