التاريخ العربي بداية ونهاية
من ينظر للتاريخ العربي على أنه مجرد أرقاماًََ زمنية أو أحداثاً مكانية فقط ، فنظره قاصر تحت قدمه، ولكن للتاريخ فوائد يكاد لا يحصيها العقل ، منها الحكمة والعبرة و ترويح للنفس ، ويقسم أهل العلم القرآن على ثلاث أولها توحيد وإفراد الله بالعبودية والثانية تشريع والثالثة قصص وخبر وذلك لفضله وأهميته وأن هناك سورة في القرآن أسمها سورة القصص وسورة يوسف قال الله فيها
( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾[ سورة يوسف: 3)
ولم أجد أفضل من بن خلدون في تعريفه لأذكره يقول فنّ التاريخ الذي تتداوله الأمم والأجيال… هو في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول والسوابق من القرون الأولى، وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق، علم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق، فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق، جدير بأن يعدّ في علومها خليق .
التاريخ العربي
ولم يبدأ التاريخ الإسلامي كما يظن البعض بنزول الوحي على النبي عليه الصلاة والسلام أو منذ مولده الشريف وصحيح أننا آخر الأمم ولكننا سنكون شاهد الإثبات لكل أنبياء الله يوم القيامة حين يكذبه قومه وكيف ذلك ونحن لم نحضر ؟
وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( يَجِيءُ نُوحٌ وأُمَّتُهُ، فيَقولُ اللَّهُ تَعالَى: هلْ بَلَّغْتَ؟ فيَقولُ: نَعَمْ أيْ رَبِّ، فيَقولُ لِأُمَّتِهِ: هلْ بَلَّغَكُمْ؟ فيَقولونَ: لا ما جاءَنا مِن نَبِيٍّ، فيَقولُ لِنُوحٍ: مَن يَشْهَدُ لَكَ؟ فيَقولُ: مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأُمَّتُهُ، فَنَشْهَدُ أنَّه قدْ بَلَّغَ، وهو قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143]. والوَسَطُ: العَدْلُ.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري .
و يعد التاريخ الإسلامي أقدم وثيقة تاريخية صحيحة ومع خروج النظريات العلمية في كافة المجالات لم تتعارض أبدا مع دين الله ودخول علماء وباحثين ورجال الدين في دين الله أفواجا يؤكد ذلك وكما أوقف الله لهذة الأمة رجال لحفظ كتاب الله و سنة نبيه جعل.
الله من يحفظ تاريخها أيضا ومذكور
في كتاب الله و أحاديث المصطفى العديد من الأحداث التاريخية ، فنحن لدينا أحداث منذ خلق آدم بل من عمار الأرض قبل ذلك وهم الجن و أستفهام الملائكة عن ماهية خلق خليفة في الارض وهم يسبحون بحمد الله ويقدسونه سبحانه وتعالى
مرورا بما حدث بعد ذلك ومشاهد حدثت وسوف تحدث في عهد النبي عليه الصلاة والسلام نزلت تأكيدا لأمر ما كما حدث في الخمر ولم يكن قد حرم بعد أو للمستقبل القريب مثل
( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها )
وحرف السين هنا لم يكونوا قد قالو بعد ،
( غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلبون )
وكل هذا كان تثبيتا للنبي وللصحابة. وبشرى لهم وأما للمستقبل البعيد بعد فناء البشرية وقيام الساعة و مشاهد للجنة و أهلها وذكر بعض محادثتهم والعكس مع أهل النار عافانا الله وإياكم.
لا أريد أن أثقل عليكم بأول مقالة حتى لا أنفركم مني أو من التاريخ حتى يكون إستيعابه في يسر وفهم أما بعد نبدأ على بركة الله سلسلة تاريخ العرب والملوك في المقال القادم بإذن الله.
التاريخ العربي فى سطور