تقارير صحفية

الاحتلال الإسرائيلي يبدأ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. انسحاب تدريجي وترقب لمصير الاتفاق

في تطور لافت يشهده قطاع غزة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، عن بدء تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة دولية.

ويهدف الاتفاق، الذي طال انتظاره، إلى وضع حد للعمليات العسكرية المتبادلة، وإرساء تهدئة مؤقتة، قد تفتح الباب أمام تسوية أوسع للنزاع المستمر منذ أشهر.

تفاصيل الاتفاق ومراحل الانسحاب
ينص الاتفاق على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة على مرحلتين، تتوزعان على مدى 84 يومًا، تبدأ بتراجع القوات عن المناطق المأهولة بالسكان باتجاه المنطقة الحدودية، مقابل التزام الأطراف بوقف الأعمال العسكرية وإجراء عمليات تبادل للمحتجزين والأسرى.

المرحلة الأولى (42 يومًا): انسحاب تدريجي وتخفيف القيود
تشمل هذه المرحلة انسحابًا للقوات الإسرائيلية إلى المناطق المحاذية للحدود، لمسافة تصل إلى 700 متر وفق خرائط ما قبل 7 أكتوبر 2023. كما سيتم تقليص النشاط الجوي العسكري الإسرائيلي، بحيث يتم تعليق الطلعات الجوية لأغراض الاستطلاع والعمليات القتالية بمعدل 10 ساعات يوميًا، ويمتد التعليق إلى 12 ساعة خلال الأيام التي تشهد عمليات تبادل المحتجزين والأسرى.

اليوم الأول: بدأ الانسحاب الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح، في خطوة أولية تعكس التزام الطرفين بتنفيذ الاتفاق.

اليوم السابع: انسحاب كامل من شارع الرشيد شرقًا حتى شارع صلاح الدين، مع تفكيك المواقع العسكرية الإسرائيلية التي كانت قائمة في هذه المناطق. ويتزامن ذلك مع بدء عودة النازحين إلى منازلهم ودخول المساعدات الإنسانية عبر شارع الرشيد. كما سيتم، وفق الاتفاق، إطلاق سراح 7 محتجزين إسرائيليين في هذا التوقيت، ضمن أولى عمليات تبادل الأسرى.

اليوم 22: انسحاب الاحتلال من وسط قطاع غزة، خصوصًا من محور نتساريم ودوار الكويت، حيث سيتم تفكيك جميع المنشآت العسكرية التي أقامها الجيش الإسرائيلي هناك.

ومن المتوقع أن تستغرق هذه العملية أسبوعًا، نظرًا لحجم البنية العسكرية التي تم إنشاؤها في المنطقة. ومع هذا الانسحاب، سيُسمح بعودة أعداد أكبر من النازحين إلى منازلهم، مع منح السكان حرية التنقل في جميع أنحاء القطاع.

المرحلة الثانية (42 يومًا): الانسحاب الكامل وإعلان التهدئة الدائمة
تبدأ هذه المرحلة فور انتهاء المرحلة الأولى، وتشمل انسحابًا إسرائيليًا كاملًا من قطاع غزة، على أن يتم الإعلان رسميًا عن عودة الهدوء المستدام، الذي يتضمن وقفًا دائمًا للعمليات العسكرية والأنشطة العدائية بين الطرفين.

كما سيتم خلال هذه الفترة استئناف عمليات تبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين، وفقًا للآليات المتفق عليها.

ترقب ومخاوف من انهيار الاتفاق
رغم دخول الاتفاق حيز التنفيذ، لا تزال المخاوف قائمة بشأن مدى التزام الطرفين به، خاصة في ظل التجارب السابقة التي شهدت انهيار اتفاقات وقف إطلاق النار بعد فترات قصيرة من سريانها.

ويخشى البعض من أن يؤدي أي تصعيد مفاجئ، سواء من جانب إسرائيل أو الفصائل الفلسطينية، إلى إفشال الاتفاق وإعادة الأوضاع إلى مربع المواجهة العسكرية.

وفي الوقت الذي تراقب فيه الأطراف الدولية تطورات المشهد بحذر، يعول الكثيرون على نجاح الاتفاق في تخفيف معاناة المدنيين في قطاع غزة، وإرساء هدنة طويلة الأمد، قد تمهد لحلول دبلوماسية أوسع للنزاع. ومع ذلك، تبقى جميع الاحتمالات مفتوحة، في ظل التوترات القائمة وعدم وجود ضمانات واضحة لاستمرار التهدئة حتى النهاية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى