اكتشاف أنهار تحت الجليد في قارة أنتاركتيكا تعود إلى 34 مليون سنة

في كشف علمي مذهل، أعلن فريق من الجيولوجيين الأوروبيين والصينيين عن اكتشاف عدد كبير من مجاري الأنهار القديمة التي كانت تتدفق عبر شرق القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) قبل أن يغطيها الجليد قبل نحو 34 مليون سنة، وذلك باستخدام تقنيات تصوير راداري متقدمة.
وأكدت جامعة “دورهام” البريطانية في بيان رسمي، أن هذه المجاري النهرية القديمة التي تم تحديدها بدقة تحت طبقات الجليد السميكة، ستساعد العلماء في التنبؤ بكيفية تحرك الأنهار الجليدية المعاصرة التي تغطيها، ما يعزز فهمهم لتأثيرات التغير المناخي على المنطقة.
وقال الدكتور جاي باكسمان، الباحث في جامعة “دورهام”:
“تعد تضاريس شرق أنتاركتيكا المخفية تحت الجليد من أكثر الظواهر غموضًا في النظام الشمسي. عندما بدأنا دراسة صور الرادار، فوجئنا باكتشاف مناطق مسطحة واسعة كانت يومًا ما سهولًا نهرية”.
وأوضح أن الحفاظ على هذه التشكيلات التضاريسية رغم تغطيتها بالجليد، يشير إلى أن الأنهار الجليدية لا تمحوها بل تحفظها، وهو ما يؤثر على سلوك الجليد اللاحق.
ويعمل الفريق البحثي بقيادة البروفيسور ستيوارت جيميسون منذ سنوات على دراسة تضاريس القارة القطبية الجنوبية المدفونة تحت الجليد، حيث نجحوا قبل عامين في تحديد مجاري أنهار قديمة قرب نهر توتن الجليدي ونهر دينمان الجليدي، باستخدام صور حصلوا عليها ضمن برنامجي RADARSAT وICECAP.
ويعتقد العلماء أن هذا الاكتشاف سيسهم في وضع نماذج أكثر دقة للتنبؤ بذوبان الجليد وارتفاع منسوب البحار في المستقبل، في ظل التسارع المستمر في التغيرات المناخية العالمية.