اكتشاف أثري فريد في واحة الخارجة يكشف عن مدينة سكنية تعود لفترة التحول من الوثنية إلى المسيحية

أعلنت وزارة السياحة والآثار عن كشف أثري جديد وهام حققته البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار والعاملة بمنطقة عين الخراب، الواقعة في نطاق آثار واحات الخارجة الإسلامية والقبطية بمحافظة الوادي الجديد، حيث تمكنت البعثة من الكشف عن بقايا المدينة السكنية الرئيسية لواحات الخارجة، والتي تعود لفترة تاريخية دقيقة شهدت التحول الديني من الوثنية إلى الديانة المسيحية.
وأكد السيد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار أن هذا الاكتشاف يعكس ثراء وتنوع الحضارة المصرية، خاصة في الفترات الانتقالية التي تميزت بالتسامح والتنوع الثقافي والديني، مشيدًا بالجهود التي تبذلها الفرق الأثرية المصرية، ودور هذه الاكتشافات في تعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة الثقافية العالمية.
من جهته، أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أهمية هذا الكشف الذي يلقي الضوء على بدايات العصر القبطي في مصر، ويؤكد على الدور البارز الذي لعبته واحات مصر الغربية كمراكز دينية واجتماعية في عصور متعددة.
تفاصيل الكشف
كشفت البعثة عن مدينة كاملة تضم:
مبانٍ سكنية مبنية من الطوب اللبن، بعضها ما زال يحتفظ بالملاط على الجدران.
مناطق خدمية تحتوي على أفران، وأحواض، ومخازن وأوانٍ فخارية كبيرة مدفونة بالأرض لتخزين الحبوب والطعام.
قطع أثرية متنوّعة تشمل أوستراكات، وأواني فخارية، وقطع حجرية وزجاجية، بالإضافة إلى جدارية نادرة تمثل السيد المسيح وهو يشفي أحد المرضى.
كما تم الكشف عن كنيستين أثريتين:
الكنيسة الأولى بُنيت على الطراز البازيليكي، وتضم صالة كبيرة وجناحين بينهما أعمدة مربعة، إلى جانب مبانٍ خدمية في الجهة الجنوبية.
الكنيسة الثانية صغيرة الحجم، بتصميم مستطيل محاط ببقايا سبع أعمدة خارجية، وتحمل جدرانها كتابات قبطية، فضلاً عن وجود مبانٍ خدمية في الجهة الغربية.
وأشارت الدكتورة سهام إسماعيل، مدير عام آثار الخارجة ورئيسة البعثة، إلى أن المعاينة المبدئية للموقع تؤكد أنه كان مستخدمًا على مدار عصور متعددة، حيث تم العثور على مبانٍ من العصر الروماني أعيد استخدامها خلال الفترة القبطية المبكرة، وكذلك في العصر الإسلامي.
أهمية الاكتشاف
يُعد هذا الكشف من أبرز الاكتشافات الأثرية التي تسلط الضوء على فترات التحول الديني والثقافي في مصر القديمة، ويمنح الباحثين والمختصين فرصة جديدة لفهم نمط الحياة اليومية والعقائدية لسكان واحات مصر الغربية، ويُبرز التعايش بين الثقافات والمعتقدات في تلك العصور، كما يدعم الجهود المبذولة في حماية التراث المصري وتعزيزه كركيزة للتنمية الثقافية والسياحية.