فنون وثقافة

عطر المطارح (٢)….رائد عبدالسلام

تختفي السعادة حين تختفي المُتع الصغيرة !!

كانت الخالة “سِمسم” تجلس في مدخل بلدتنا كل ليلة وأمامها قِدر الفول المدمِّس وتحته شعلةٌ صغيرة لتحافظ علي سخونته ..وحين ترفع بيُسراها غطاء القِدر وتضرب “الكبشة” المعدنية داخله تنساب الرائحةُ كحلم قديمٍ مُبهج ،أما حين ترى حبّاته الحمراء الرائقة فلا بد أن تُمسي إحدى أمنياتك هي الفوز بطبقٍ منه لتعودَ إلى البيت وتُنعشه بقليلٍ من الزيت والملح والكمون ..وحين تصعدُ رائحته هنا وهناك سرعان ما يلتئم شملُ الأسرة فيتخطَّفون الخبزَ ضاحكين سعداء ..
كل هذا على طبقٍ من الفول !!
نطلبُ الآن طعامَنا بالهاتف – وهو ليس فولاً بالطبع – ولكن الشهيَّة فسدت ..
فترانا نتصنَّعُ الاستمتاع به ..كأنما لنحلل لأنفسنا قيمة فاتورته الموجِعة !!
إن السعادةَ نبتةٌ تُزهر في داخلك لا زهرة تنبت في حدائق الآخرين !!

“رائد”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى