إنجاز مصري عالمي.. رفع موقع دير أبو مينا من قائمة التراث المهدد بالخطر بقرار رسمي من اليونسكو

اعتمدت لجنة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) رسميًا قرار رفع موقع دير أبو مينا الأثري بمدينة برج العرب بالإسكندرية من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، في خطوة تعكس نجاح الجهود المصرية الحثيثة لصون هذا الموقع الفريد والحفاظ على قيمته الاستثنائية.
جاء القرار خلال اجتماعات الدورة الـ47 للجنة التراث العالمي المنعقدة حاليًا بمقر المنظمة في العاصمة الفرنسية باريس، بعد استعراض تقرير بعثة الرصد التفاعلي المشتركة بين مركز التراث العالمي والمجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) لعام 2025، والذي أشاد بما تحقق من تقدم ملموس في صيانة الموقع، خاصة إنشاء نظام فعّال لرصد واستقرار منسوب المياه الجوفية.
وأكد التقرير أن الجهود المصرية استوفت كافة المتطلبات والتوصيات السابقة التي تم وضعها لحماية الموقع، بما في ذلك ترميم العناصر المعمارية الأثرية وتطوير البنية السياحية المحيطة، وهو ما استدعى اعتماد قرار رفع الموقع من قائمة التراث المعرض للخطر وتهنئة الدولة المصرية بهذا الإنجاز.
وفي هذا السياق، أعرب الدكتور شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، عن سعادته البالغة بهذا القرار، واصفًا إياه بأنه “نقلة نوعية في مسار الحفاظ على التراث المصري”، مثمنًا ما تحقق من مشروعات لترميم وتطوير الموقع منذ عام 2019 وحتى الآن، مؤكّدًا أن نجاح المشروع يضمن استدامة القيمة الأثرية لدير أبو مينا للأجيال القادمة وفقًا للمعايير الدولية.
ووجه الوزير الشكر لكافة الجهات المعنية والكنيسة المصرية، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز يعكس نموذجًا مثاليًا لتكامل الجهود الوطنية في حماية الهوية الحضارية المصرية. كما بعث بتهنئة خاصة لقداسة البابا تواضروس الثاني تقديرًا لدور الكنيسة في دعم المشروع.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن قرار اليونسكو يُعد اعترافًا دوليًا بنجاح الدولة المصرية في تنفيذ التدابير التصحيحية اللازمة، مشيرًا إلى أن الموقع بات الآن مزودًا بنظام مراقبة دقيق للمياه الجوفية، إلى جانب ترميم المعالم المعمارية المتضررة.
وأكد الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، أن دير أبو مينا يُعد من أبرز المحطات التاريخية للحج المسيحي بعد مدينة القدس، مشيرًا إلى أنه تم إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي منذ عام 1979، إلا أن ارتفاع منسوب المياه الجوفية بفعل أنشطة الاستصلاح الزراعي المحيطة أدى إلى إدراجه في قائمة التراث المهدد بالخطر عام 2001.
وأوضح مصطفى أن بدء مشروع خفض المياه الجوفية فعليًا تم عام 2019 بعد الانتهاء من الدراسات الفنية، وتم تشغيل المنظومة تجريبيًا في نوفمبر 2021، ليفتتحها رسميًا الدكتور خالد العناني عام 2022. كما أُنجزت أعمال ترميم شاملة لكافة العناصر المعمارية بالموقع.
ويُعد رفع اسم دير أبو مينا من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر شهادة دولية جديدة على التزام الدولة المصرية بحماية تراثها التاريخي والإنساني، وإدارتها الاحترافية للمواقع المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي، في خطوة تضاف إلى سجل الإنجازات الثقافية والحضارية للدولة.