إسرائيل تشعل الشرق الأوسط.. إسرائيل تستأنف القصف على غزة وتواجه ضربات من اليمن ولبنان

في تصعيد جديد يهدد بإشعال المنطقة، أعادت إسرائيل الشرق الأوسط إلى أجواء الحرب، بعدما خرقت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة واستأنفت عملياتها العسكرية ضد القطاع المحاصر، مما أدى إلى ردود فعل إقليمية غاضبة، كان أبرزها ضربات صاروخية من اليمن ولبنان استهدفت العمق الإسرائيلي، لتتصاعد بذلك المواجهة إلى مستويات خطيرة تُنذر باتساع رقعة الصراع.
استئناف العدوان على غزة.. إسرائيل تقلب الطاولة على الهدنة
بعد نحو شهرين من الهدوء النسبي الذي فرضته الهدنة المؤقتة، قررت إسرائيل، الثلاثاء الماضي، استئناف قصفها العنيف على قطاع غزة، متذرعة بفشل المفاوضات غير المباشرة حول تنفيذ المرحلة التالية من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي.
ووفقًا لصحيفة ذا جارديان البريطانية، فإن القرار الإسرائيلي دمر التهدئة الهشة التي أعطت سكان القطاع بصيصًا من الأمل، ليعود القصف المكثف ويُسقط المزيد من الضحايا المدنيين وسط دمار غير مسبوق في غزة.

هذا التصعيد الإسرائيلي لم يكن مفاجئًا، حيث واصلت تل أبيب مماطلتها في تنفيذ بنود الهدنة، ورفضت التفاوض حول المرحلة الثانية التي تتضمن انسحاب قواتها من غزة وإطلاق سراح مزيد من الأسرى الفلسطينيين، مقابل استعادة المحتجزين الإسرائيليين.
وبدلًا من ذلك، طرحت إسرائيل خطة جديدة بوساطة أمريكية تقضي بتمديد الهدنة لفترة قصيرة، دون التطرق إلى مطالب المقاومة الفلسطينية، مما أثار غضب الفصائل ودفعها إلى التأكيد على أن تل أبيب لا تسعى إلا لشراء الوقت دون إنهاء العدوان.
اليمن يدخل المواجهة.. الحوثيون يقصفون تل أبيب بالصواريخ الباليستية
لم يمضِ وقت طويل على معاودة إسرائيل عدوانها، حتى جاء الرد من اليمن، حيث أعلنت جماعة الحوثي عن ضربة صاروخية باليستية فرط صوتية استهدفت مطار بن جوريون في تل أبيب.
وقال المتحدث العسكري للجماعة، العميد يحيى سريع، إن الهجوم جاء “نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، وإسنادًا لمقاومته الباسلة”، مؤكدًا أن الصاروخ، وهو من طراز “فلسطين 2″، أصاب هدفه بدقة عالية.
وأضاف سريع أن هذه العملية هي الثالثة خلال 48 ساعة، محذرًا شركات الطيران العالمية من أن الأجواء الإسرائيلية أصبحت غير آمنة للطيران، وأن الهجمات ستستمر حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.

وفي اليوم التالي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراض صاروخ باليستي جديد أطلق من اليمن، بعد ساعات فقط من إسقاط مقذوفين آخرين في اليوم السابق، وسط استنفار دفاعاته الجوية خشية المزيد من الهجمات القادمة من الجنوب.
تصعيد على الجبهة الشمالية.. صواريخ من لبنان تستهدف العمق الإسرائيلي
لم يكن اليمن وحده هو من رد على استئناف العدوان الإسرائيلي، إذ شهدت الجبهة الشمالية تصعيدًا خطيرًا، حيث أُطلقت 5 صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل، وفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي.
وأكدت تل أبيب أنها تمكنت من اعتراض ثلاثة صواريخ، بينما سقط اثنان داخل الأراضي اللبنانية.
وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في مدينة المطلة شمالي إسرائيل عقب إطلاق الصواريخ، فيما أكدت هيئة الإسعاف الإسرائيلية أنه لم يتم تسجيل إصابات حتى الآن.
ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله منذ نوفمبر 2024، إلا أن هذا التصعيد الجديد يأتي في وقت تتهم فيه بيروت تل أبيب بالمماطلة في تنفيذ التزاماتها بالانسحاب من جنوب لبنان وفقًا للاتفاق المبرم بوساطة أمريكية وفرنسية.
وبحسب مصادر لبنانية، فإن إسرائيل تنصلت من استكمال انسحابها بحلول 18 فبراير، حيث نفذت انسحابًا جزئيًا فقط، بينما لا تزال تحتل خمس نقاط لبنانية استراتيجية، ما يفاقم التوتر بين الطرفين ويهدد باندلاع مواجهة جديدة على الحدود.

تل أبيب تهدد بتوسيع الحرب.. ووزير الدفاع يتوعد غزة
في ظل تصاعد الهجمات ضد إسرائيل، لجأت حكومة الاحتلال إلى تصعيد خطابها الحربي، حيث هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتكثيف العدوان على غزة، قائلًا: “سنستخدم كل نقاط الضغط العسكرية والمدنية لإجبار حماس على إطلاق سراح المحتجزين”.
وأضاف كاتس في بيان رسمي: “أمرت الجيش بالاستيلاء على المزيد من الأراضي في غزة، وكلما رفضت حماس إطلاق سراح الرهائن، ستفقد مزيدًا من المناطق، والتي ستضمها إسرائيل”، في تهديد مباشر بتغيير الوضع الجغرافي للقطاع، في تحدٍ واضح للقوانين الدولية.
هل يقود التصعيد الإسرائيلي إلى مواجهة إقليمية شاملة؟
مع دخول قوى إقليمية على خط المواجهة، وارتفاع وتيرة التصعيد العسكري، تبدو المنطقة أمام مرحلة جديدة من الصراع قد تتجاوز حدود غزة، خاصة مع استمرار الهجمات الحوثية من اليمن، واحتمالية تصعيد الجبهة اللبنانية، فضلًا عن تحذيرات فصائل المقاومة الفلسطينية من أن العدوان الحالي لن يمر دون رد قاسٍ.
وفي ظل غياب أي تحرك دبلوماسي فاعل للجم إسرائيل، تبقى الاحتمالات مفتوحة على جميع السيناريوهات، مما ينذر بمزيد من التوتر والانفجار في الشرق الأوسط،