العرب والعالم

إسرائيل ترفع إنفاقها العسكري 42 مليار شيكل لمواجهة تصعيد أمني غير مسبوق

 

أعلنت وزارتا المالية والدفاع الإسرائيليتان، اليوم الخميس، عن زيادة ضخمة في الإنفاق الدفاعي بمقدار 42 مليار شيكل (نحو 12.5 مليار دولار) خلال عامي 2025 و2026، وذلك في إطار الاستجابة لما وصفته بـ”التحديات الأمنية المتصاعدة”، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.

وأكد بيان مشترك للوزارتين أن اتفاق الميزانية الجديد سيسمح لوزارة الدفاع “بإتمام صفقات مشتريات عاجلة وضرورية للأمن الوطني”، في وقت يشهد فيه الوضع الإقليمي توترات متزايدة على أكثر من جبهة.

إنفاق عسكري قياسي بعد حرب غزة
تأتي هذه الخطوة بعد القفزة الكبيرة التي شهدها الإنفاق العسكري الإسرائيلي خلال عام 2024، إذ ارتفع بنسبة 65% ليصل إلى 46.5 مليار دولار، وهو أعلى مستوى منذ حرب 1967، وذلك على خلفية الحرب الواسعة في قطاع غزة، والتي خلّفت آلاف الشهداء والجرحى ودمارًا واسعًا في البنية التحتية الفلسطينية.

كما حذر معهد أهارون للسياسات الاقتصادية في جامعة رايخمان من أن المواجهات المتجددة مع إيران، والتي بدأت في يونيو 2025، قد تكلّف الاقتصاد الإسرائيلي نحو 40 مليار شيكل (حوالي 11.1 مليار دولار)، ما يضيف عبئًا اقتصاديًا ضخمًا في حال اندلاع حرب شاملة جديدة.

تحذيرات من تفاقم العجز المالي
ارتفاع النفقات الدفاعية ترك أثرًا واضحًا على الاقتصاد الإسرائيلي، إذ بلغ عجز الميزانية في عام 2024 حوالي 6.8% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بـ5.2% في 2023. وحذر محافظ بنك إسرائيل من أن الاستمرار في هذا المسار يتطلب تعديلات مالية صارمة لتفادي تصاعد الدين العام بشكل غير مستدام.

تورط عسكري واسع يُهدد بتفجير المنطقة
وتخوض إسرائيل منذ أشهر حربًا مفتوحة على عدة جبهات، أبرزها عدوانها المتواصل على غزة، إلى جانب مواجهات شبه يومية مع حزب الله على الحدود اللبنانية، بالإضافة إلى غارات جوية متكررة داخل الأراضي السورية تستهدف مواقع تابعة للجيش السوري وأخرى تُتهم بصلتها بإيران.

كما تُوجه لإسرائيل اتهامات متكررة بتنفيذ عمليات سرية داخل إيران وخارجها، فضلًا عن استهداف الحوثيين لسفن مرتبطة بها في البحر الأحمر، ما يعكس تمددًا عسكريًا غير مسبوق يهدد بجرّ المنطقة إلى مزيد من التصعيد والانفجار الشامل.

تحديات اقتصادية وأمنية متداخلة
وبينما تحاول إسرائيل تبرير تصعيدها العسكري بضرورات “الأمن القومي”، فإن تداعيات الإنفاق الهائل على الدفاع تضع الاقتصاد الإسرائيلي في مأزق متفاقم، وسط دعوات داخلية لتوخي الحذر في إدارة الموارد ومراعاة الاستقرار المالي، في ظل بيئة إقليمية تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى