إدارة ترامب تفرض رسومًا جمركية مشددة على صادرات 22 دولة إفريقية.. والصين تخطف زمام المبادرة

في خطوة وصفت بأنها ضربة موجعة للاقتصادات الإفريقية الناشئة فرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رسومًا جمركية جديدة تراوحت بين 15 و30 على صادرات 22 دولة إفريقية وتشمل هذه الرسوم سلعًا حيوية من دول مثل جنوب إفريقيا الجزائر تونس وليبيا
أرقام صادمة وتأثير مباشر
30 رسوم على صادرات جنوب إفريقيا رغم أن التجارة معها بلغت نحو 13 مليار دولار في 2024
15 رسوم على صادرات من دول مثل ليسوتو التي بلغ حجم تجارتها مع أمريكا أكثر من 240 مليون دولار العام الماضي معظمها في قطاع المنسوجات
أكثر من 10 آلاف وظيفة معرضة للفقد في قطاع النسيج في ليسوتو وحدها بحسب السلطات المحلية
وقد أعلنت حكومة ليسوتو حالة كارثة وطنية لمدة عامين بسبب انهيار صادراتها خاصة بعد توقف المساعدات الأمريكية مما أدى إلى شلل صناعات كانت تُعد شريانًا رئيسيًا للاقتصاد المحلي
الرد الصيني إلغاء رسوم وتوسيع النفوذ
في المقابل أعلنت الصين في يونيو 2025 وقف الرسوم على وارداتها من معظم الدول الإفريقية ضمن مساعيها لتوسيع مبادرة الحزام والطريق وتعزيز التجارة جنوب جنوب وأشارت بكين إلى رغبتها في تقديم شريان حياة للدول المتضررة من السياسة الحمائية الأمريكية
جنوب إفريقيا ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في القارة بعد نيجيريا ترى في القرار الأمريكي انحرافًا عن مبدأ العدالة الاقتصادية ووفقًا لبيانات رسمية
قطاع الحمضيات وحده كان يستعد لشحن مئات الآلاف من الصناديق إلى الأسواق الأمريكية ما بات مهددًا بالكساد
قطاع السيارات يشغل أكثر من 450 ألف عامل وهو الآن مهدد بتقليص واسع إذا غادرت الشركات المتضررة السوق المحلي
وأكد بويتشوكو نتشابيلي الرئيس التنفيذي لجمعية مزارعي الحمضيات في جنوب إفريقيا أن صادرات بلاده إلى السوق الأمريكية تضاعفت منذ عام 2017 مشيرًا إلى أن السوق الأمريكية لا يمكن تعويضها بسهولة رغم الانفتاح على الصين
تحذيرات من الاعتماد المفرط على الصين
رغم ما يبدو من إغراء في التوجه نحو بكين يحذر بعض الاقتصاديين من العواقب
صادرات إفريقيا إلى الصين تتكون بنسبة تزيد عن 70 من المواد الخام بينما الواردات من الصين تأتي بنسبة تفوق 80 من السلع المصنعة
فجوة تجارية واسعة تميل لصالح الصين ما يزيد من اعتماد الدول الإفريقية على الاقتصاد الصيني دون خلق توازن صناعي محلي
استبدال واشنطن ببكين قد يكون محفوفًا بالمخاطر الأسواق الإفريقية حساسة للأسعار وستغمرها السلع الصينية
نيو ليتسوالو باحث اقتصادي جنوب إفريقي
فرصة استراتيجية التجارة الإفريقية البينية
وسط هذا المشهد يُعاد طرح مشروع منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية AfCFTA التي أُطلقت في 2020 لكنها لا تزال تواجه بطئًا في التنفيذ
حتى منتصف 2025 شاركت 22 دولة فقط من أصل 55 دولة إفريقية فعليًا في الاتفاقية
يمكن للمنطقة أن تخلق سوقًا مشتركة تفوق 1 3 مليار نسمة وتبلغ قيمتها أكثر من 3 4 تريليون دولار وفقًا لتقديرات البنك الإفريقي للتنمية
خاتمة من الخسارة إلى التعافي
رغم أن الرسوم الجمركية الأمريكية خلقت صدمة اقتصادية حقيقية للدول الإفريقية إلا أن التحول نحو الصين وإن بدا براقًا لا يخلو من المخاطر طويلة الأمد وبين الضغوط الأمريكية والإغراءات الصينية تقف إفريقيا أمام لحظة حاسمة لإعادة ترتيب أولوياتها التجارية وبناء مرونة اقتصادية تنبع من الداخل
علينا أن نكون أقل اعتمادًا على الخارج وأكثر انغلاقًا على أنفسنا