إجماع دولي على رفض الاعتراف الإسرائيلي بإقليم «أرض الصومال».. وتحذير من زعزعة استقرار القرن الأفريقي

سارعت دول أفريقية عدة، لإعلان رفضها التام لمحاولة كيان الاحتلال الإسرائيلي، زعزعت استقرار جمهورية الصومال، من خلال الاعتراف بما يسمى بـ«أرض الصومال»، حيث أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، التوصل لاتفاق مع رئيس الإقليم عبد الرحمن محمد عبد الله، وذلك في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويقوّض أسس السلم والأمن الدوليين، ويُسهم في زعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.

وأجرى رئيس الجمهورية الصومالية، حسن شيخ محمود، اتصالاً هاتفياً مع كل من الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي، والرئيس الكيني ويليام روتو، ورئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة سامية حسن صولوحو، والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني.

الرئيس الصومال يبحث الاعتراف مع قادة أفريقيا

وبحث حسن شيخ محمود مع نظرائه خلال الاتصال الهاتفي الانتهاك غير القانوني الذي قام به رئيس وزراء الاحتلال ضد استقلال وسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية، والذي يهدد استقرار وأمن المنطقة ويتعارض مع القوانين والمواثيق الدولية.

وأكد الرؤساء دعمهم الكامل لاستقلالية ووحدة الأراضي وسيادة الصومال، مؤكدين أن أي اعتراف بمناطق تنتمي لدولة عضو في الأمم المتحدة بشكل غير قانوني يُعد انتهاكاً صريحاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ومبدأ الوحدة الترابية للاتحاد الأفريقي، والقوانين المنظمة للعلاقات بين الدول.

ويواصل رئيس الصومال التشاور مع قادة العالم لتعزيز الإجراءات الضرورية على جميع الأصعدة القانونية والدبلوماسية والسياسية الدولية، لحماية وحدة الأراضي وسيادة الجمهورية.

إيجاد: الاعتراف الأوحادي يعارض ميثاق الأمم المتحدة

بدورها أكدت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيجاد) السبت، التزامها بوحدة وسيادة الصومال، مشددة على أن أي اعتراف أحادي الجانب يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي.

وجاء في بيان على موقع الهيئة “علمت أمانة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيجاد) بالتطورات الأخيرة في القرن الأفريقي، بما في ذلك الإعلانات المتعلقة باعتراف إسرائيل بصوماليلاند”.

وتابع البيان “وتؤكد الأمانة مجدداً أن جمهورية الصومال الفيدرالية تظل دولة عضواً ذات سيادة في منظمة إيجاد، وهي الدولة التي تحظى وحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها باعتراف كامل بموجب القانون الدولي”.

وأكد البيان “أن أي اعتراف أحادي الجانب يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة، والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، والاتفاقية المنشئة لمنظمة إيجاد”.

ودعت الأمانة “جميع الشركاء الدوليين وأصحاب المصلحة إلى التمسك بالقانون الدولي ودعم الحوار والعمليات التي تعزز السلام والاستقرار والتعاون في المنطقة. كما تؤكد مجدداً تضامنها مع حكومة وشعب جمهورية الصومال الفيدرالية، وتظل ملتزمة بالعمليات السياسية الشاملة والتعاون الإقليمي دعماً للسلام الدائم والاستقرار والازدهار للصومال ومنطقة إيجاد الأوسع”، بحسب البيان.

الاتحاد الأفريقي يؤكد وحدة الصومال

كما رفض رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، بشكل قاطع أي اعتراف بما يُعرف بـ”أرض الصومال”، مؤكّدًا التزام الاتحاد الأفريقي الراسخ بوحدة جمهورية الصومال الفيدرالية وسيادتها وسلامة أراضيها.

وأعرب رئيس المفوضية ، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الصومالية (صونا)، عن قلقه إزاء التطورات الأخيرة المتعلقة بالإقليم، مجددًا موقف الاتحاد الأفريقي الثابت والمستمر، المستند إلى المبادئ المنصوص عليها في قانونه التأسيسي، ولا سيما مبدأ احترام الحدود الموروثة عند الاستقلال، كما أقرّته منظمة الوحدة الأفريقية في قرارها الصادر عام 1964.

وأكد أن “أرض الصومال” لا تزال جزءًا لا يتجزأ من جمهورية الصومال الفيدرالية، مشددًا على أن أي مبادرة أو إجراء يهدف إلى الاعتراف بها ككيان مستقل يتعارض مع المبادئ الأساسية للاتحاد الأفريقي، وقد يشكّل سابقة خطيرة من شأنها تقويض السلم والأمن والاستقرار في القارة.

وجدد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي دعم الاتحاد الكامل لجهود السلطات الصومالية الرامية إلى ترسيخ السلام، وتعزيز مؤسسات الدولة، ودفع مسار الحكم الشامل في البلاد.

السودان يعلن رفضه لقرار إسرائيل

وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية السودان عن رفضها التام واستنكارها الشديد لاعتراف الاحتلال الإسرائيلي بإقليم أرض الصومال، والذي يخالف المواثيق الدولية، ويُعد سابقة خطيرة لتقويض استقرار وأمن المنطقة برمتها.

وأكدت الخرطوم تضامنها التام مع الشعب الصومالي الشقيق، تؤكد دعمها الكامل لوحدة جمهورية الصومال الفيدرالية وسيادتها التامة على كامل أراضيها وحدودها المعترف بها دولياً.