فنون وثقافة

أم كلثوم.. صوت الوطن الذي قاتل في سنوات المجهود الحربي

خرجت أم كلثوم من قرية طماي الزهايرة حاملة روح الفلاحة المصرية الأصيلة، ولم تتخلَّ عنها وهي تجلس على عروش الغناء في أكبر عواصم العالم، وبين أرقى وأغنى الطبقات الاجتماعية، لم يرها الناس يومًا سيدة أرستقراطية، بل كانت رغم مكانتها التى تضاهى مكانة الملوك والرؤساء، نموذجاً لـ”بنت البلد”، التي تجمع بين البساطة والهيبة، خفة الدم والحكمة، الجدعنة التى تصل إلى حد القتال وخوض المعارك لنصرة وطنها، حيث قاتلت ودافعت عن الوطن بصوتها

كانت أم كلثوم قوية وحاسمة فى الدفاع عن وطنها، طافت بلاد العالم تغنى على أكبر المسارح، وتخصص حصيلة الحفلات للمجهود الحربى، بعد النكسة وقبلها، تقاتل بصوتها مع الجنود، وبدأت بجولات فى المحافظات بعد تأسيس هيئة التجمع الوطنى للمرأة المصرية، وقادت حملات دعت فيها المواطنين للتبرع بالذهب من أجل دعم الدولة فى نقص العملات الأجنبية، ويشير كريم جمال فى كتابه: “أم كلثوم وسنوات المجهود الحربى” إلى أن دور كوكب الشرق كان مشروعاً دائماً ومستمراً امتد من عام 1967 حتى حرب أكتوبر 1973، ولم يوقفه موت الزعيم عبد الناصر، عام 1971، وكان شعار الإذاعة المصرية “أم كلثوم معكم فى المعركة”، كما كان لصوت كوكب الشرق دور فى ترميم وإعادة صياغة العلاقات العربية.

وطبقاً لما ذكره كريم جمال فإن أم كلثوم قدمت ما يقرب من ثلاثة ملايين جنيه مصرى دعمًا للمجهود الحربى، ونصف مليون جنيه بالعملة الصعبة، ومئات الكيلوجرامات من الذهب، خلال جهودها وحفلاتها الداخلية والخارجية ما بين عامى 1967 و1972، فغنت فى دمنهور والإسكندرية وطنطا والمنصورة، وزارت باريس، ثم المغرب، والكويت، وتونس، والسودان، وليبيا، والاتحاد السوفيتى ، والإمارات، كما زارت مدينة بعلبك الأثرية فى لبنان مرتين.

 

وكانت كوكب الشرق تحصل على أعلى أجر بين كل نجوم العالم الذين غنوا على أهم مسارح باريس، وتبرعت بكامل المبلغ للمجهود الحربى بعد النكسة، وعندما سألتها المذيعة سلوى حجازى، قالت: “مش كتير على مصر”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى