عندما يثار النزاع حول مسألة شرعية فيجب رد النزاع الى الكتاب والسنة مصداقا لقوله تعالى – إن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا – 59- النساء – وها قد قام النزاع بين العلماء حول كروية الأرض ومسطحيتها فلنرده اذن الى كتاب الله والى سنة رسوله . فهذه أول آية تتكلم عن الأرض وهي قوله تعالى – الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناءا – 22 – البقرة – فما معنى الفراش ؟ في اللغة يقول ابن منظور والليث الفرش أي البسط وافترش زراعيه أي بسطهما على الأرض.والفرش عند كل علماء اللغة معناه الاستواء وهو نقيض القبض .وقال تعالى – والله جعل لكم الأرض بساطا – 19 – نوح .قال عبد القاهر البغدادي في أصول الدين – أنه بسط الأرض ولذلك سماها بساطا خلاف قول من زعم أن الأرض كرية غير مبسوطة من المنجمين والفلاسفة .وقال الشيخ القنوجي في فتح البيان – واستدل به أكثر المفسرين على أن شكل الأرض بسيط ليس بكروي ..يقول تعالى – والأرض بعد ذلك دحاها – ومعنى الدحو على خلاف مايعتقده الأكثرية من العوام الذين يعتقدون أن الدحو معناه بيضة النعام وبالتالي يستدلون بهذه الآية على الكروية ..قال ابن منظور وغيره من علماء اللغة أن الدحو معناه البسط .ومعناه مبيض النعام أي المكان الذي يبيض فيه النعام بعد أن يقوم ببسطه برجله فانه ليس له عش فتحول المعنى من المكان الذي يبيض فيه النعام الى بيض النعام..وهو المعنى الذي أجمع عليه علماء التفسير المعتبرين ..قال تعالى – والى الأرض كيف سطحت – 20- الغاشية – قال ابن منظور – السطح ظهر البيت اذا كان مستويا لانبساطه وهوماقاله كل المفسرين .وقال ابن عطيه في تفسيره – وظاهر هذه الآية أن الأرض سطح لا كره وهو الذي عليه أهل العلم .وهو نفس ماقاله جلال الدين المحلي في تفسيره وكذلك قاله التعلبي في تفسيره ..ولا تلتفت لمن يقول بأنها كره فلوسعها تبدو لنا كل قطعة منها مسطحة . فانهم يأولون تلك الآيات عن ظاهرها بلادليل من الشرع والقاعدة الأصولية تقول أن الالف واللام الداخلة على اسم مفرد أو جمع تفيد العموم ولنطبق تلك القاعدة على كلمة الأرض في سياق قوله تعالى – والى الأرض كيف سطحت – نجد انها أفادت العموم أي أن الأرض كلها وفي عمومها مسطحة.ووفقا للقاعدة الأصولية فان الأرض ثبت مسطحيتها وبسطها في احدى عشرة آية قرأنية فالأصل اذن التسطيح ومن يقول بخلاف هذا الأصل فعليه الاتيان بالدليل الناقل .وكل القائلين بالكروية يعوزهم الدليل الشرعي واضرب باستدلالهم بكلام الفلاسفة عرض الحائط فأقوال الفلاسفة وأهل الهيئة ليست حجة تجوز الخروج على الأصل الثابت..والدليل على هذا أن هناك ألوف للصور عن الأرض ولاتوجد صورة تشابه صورة دليل على فبركة تلك الصور وعدم حقيقتها .وأنه لم يتم تصوير الأرض أصلا أو تم تصويرها واخفاء حقيقة مسطحيتها عنا من قبل المسيح الدجال وأعوانه .نكمل باقي الأدلة لاحقا …والله تعالى أعلى واعلم ….
With Product You Purchase
Subscribe to our mailing list to get the new updates!
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur.
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق
-
ما لا تعرفه عن الإمام الشافعي ؟مايو 10, 2023