تقارير وتحليلات

واشنطن ترفع سقف المواجهة مع نيكولاس مادورو.. خطط ترامب السرية للإطاحة برئيس فنزويلا

 

في الكواليس المظلمة لصناعة القرار بواشنطن، تتكثف التحركات الأمريكية نحو هدف واحد: إسقاط الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

القصة تبدو كأنها خارجة من فيلم سياسي طويل، تتشابك فيه الاستخبارات بالسياسة، وتلعب المعارضة الفنزويلية دور الحليف السري، بينما تتحرك القطع الثقيلة من الأسطول الأمريكي في الكاريبي ببطء وحذر.

في قلب هذه الحملة يقف وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي تحوّل إلى مهندس الخطة الجديدة، يصف مادورو بأنه زعيم غير شرعي وفار من العدالة، ويتحدث بلغة أمن قومي لا تعرف المهادنة.

من خلفه يقف رجال الاستخبارات والبيت الأبيض، ينسجون خيوط استراتيجية أكثر عدوانية، تتراوح بين الضغط الاقتصادي والدبلوماسي، وعمليات ميدانية محدودة يجري التحضير لها على الورق.

المشهد العسكري بدأ فعليًا مع ضربات جوية وبحرية استهدفت قوارب قالت واشنطن إنها تحمل شحنات مخدرات. غير أن هذه العمليات، التي أوقعت قتلى بالعشرات، فتحت بابًا واسعًا للجدل حول شرعيتها القانونية والرسائل التي تحملها.

البعض يراها مقدمة لتدخل أوسع، والبعض الآخر يعتبرها مجرد استعراض قوة لزعزعة أعصاب مادورو وحلفائه.

لكن الخطط لا تتوقف عند البحر. داخل أروقة البنتاغون، تُدرس سيناريوهات لعمليات محدودة داخل الأراضي الفنزويلية، تستهدف مواقع إنتاج وتهريب يُعتقد أنها مرتبطة بالنظام. لم تحصل هذه الخطط بعد على الضوء الأخضر، لكنها موضوعة بعناية على الطاولة، في انتظار قرار سياسي كبير.

وفي الطرف الآخر من المشهد، تتحرك المعارضة الفنزويلية في المنفى وكأنها تستعد ليوم السقوط. وثائق وخطط سُميت بـ”المئة ساعة الأولى” تتداول بين قادتها، تتضمن انتقالًا سريعًا للسلطة، وتأمين الدعم الدولي، وإعادة تشكيل المشهد السياسي في كاراكاس. هم يراهنون على أن التدخل الأمريكي سيمنحهم الفرصة التي طال انتظارها.

وسط كل هذا، تبقى الأسئلة معلقة: هل تملك واشنطن الجرأة للانتقال من ضربات بحرية مثيرة للجدل إلى تدخل مباشر داخل فنزويلا؟ هل تستطيع المعارضة أن تتحول من جماعة منفية إلى بديل حقيقي في الداخل؟ وماذا عن تبعات أي مواجهة على الأمن الإقليمي وأسواق الطاقة التي تراقب الوضع بقلق؟

القصة لم تصل إلى ذروتها بعد، لكنها تزداد تشويقًا. فكل خطوة أمريكية في الكاريبي، وكل تصريح من مادورو أو معارضيه، يبدو كأنه مشهد إضافي في رواية طويلة، عنوانها: من يسقط أولًا؟ النظام أم خطط واشنطن؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى