الجالية المصرية والعربية في نيويورك تؤكد وحدتها وتضامنها في حفل إفطار رمضاني تاريخي

شهدت مدينة نيويورك حدثًا استثنائيًا تجسدت فيه أروع معاني الوحدة الوطنية والتضامن العربي، حيث اجتمع أبناء الجالية المصرية والعربية في حفل الإفطار السنوي الذي نظمه المركز الإسلامي في مانهاتن، ليؤكدوا للعالم أجمع أن مصر ليست مجرد وطن، بل هي روح تسكن القلوب، وأن العروبة ليست مجرد شعار، بل هي رابطة أخوة تجمعهم عبر الزمان والمكان.
حضور رفيع يعكس أهمية الحدث
لم يكن هذا الإفطار مجرد لقاء اجتماعي عابر، بل كان حدثًا وطنيًا بامتياز، حضره نخبة من الشخصيات الدبلوماسية والدينية والمجتمعية، من بينهم معالي السفير ماجد عبد الفتاح، مندوب جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة، ومعالي السفيرة هويدا عصام، قنصل مصر العام في نيويورك، والمستشار محمد همت، الملحق العسكري في بعثة مصر لدى الأمم المتحدة، والمستشار شريف الفخراني من القنصلية المصرية في نيويورك، ونيافة الحبر الجليل الأنبا ديفيد، والأستاذ نبيل مجلع، رئيس جمعية مصر لكل المصريين.
وقد كان هذا الحضور الرفيع بمثابة رسالة واضحة لأبناء الجالية بأن الدولة المصرية والعالم العربي يعولان عليهم كثيرًا، وأنهم يمثلون قوة ناعمة قادرة على التأثير الإيجابي في المجتمع الأمريكي.
كلمات وطنية مؤثرة
بعد الإفطار، انطلقت الكلمات التي لم تكن مجرد خطب بروتوكولية، بل كانت رسائل وطنية مباشرة، تحمل في طياتها دعوة لكل فرد في الجالية بأن يكون سفيرًا حقيقيًا لوطنه وأمته.
فقد تحدث السفير ماجد عبد الفتاح عن المخاطر التي تواجه القضية العربية، ودور مصر المحوري في مواجهة التحديات، مؤكدًا أن أبناء الجالية ليسوا مجرد مغتربين، بل هم جنود في معركة الوعي، وأن عليهم استغلال وجودهم في أمريكا لتشكيل لوبي عربي قوي قادر على التأثير والدفاع عن الحقوق العربية.
من جانبها، سلطت السفيرة هويدا عصام الضوء على الجهود القنصلية لدعم المصريين في الخارج، مؤكدة أن القنصلية هي بيت المصريين الذي يجب أن يلجأوا إليه في كل الأوقات، كما أعلنت عن قرب وصول لجنة الرقم القومي إلى نيويورك، داعية الجميع لنشر المعلومة لضمان استفادة أكبر عدد من أبناء الجالية.
أما نيافة الأنبا ديفيد، فقد أكد في كلماته الهادئة العميقة أن الهوية المصرية تجمعنا جميعًا، مسلمين ومسيحيين، وأن مصر ليست مجرد أرض، بل هي رسالة سماوية زرعها الله في قلوبنا.
صوت الجالية يتردد بقوة
لم يكن الحفل مجرد مناسبة رسمية، بل كان فرصة لأبناء الجالية للتعبير عن رؤيتهم وأحلامهم، وإطلاق صرخة وعي في وجه التحديات.
فقد أكد الدكتور حبيب جودة أن الأمل لا يزال قائمًا في بناء لوبي عربي قوي قادر على الدفاع عن القضايا العربية في الولايات المتحدة، وشدد الدكتور محمود عزمي على أن هذه اللقاءات ليست مجرد إفطار رمضاني، بل هي منصة لتوحيد الصفوف وتقوية الروابط بين أبناء الجالية.
كما أكد محمد محجوب أن ما طرحه السفير ماجد عبد الفتاح والسفيرة هويدا عصام هو بمثابة تكليف وطني للجالية، وليس مجرد حديث بروتوكولي.
رسالة إلى المستقبل
في ختام الحفل، كان هناك إجماع على حقيقة واحدة، وهي أن أبناء الجالية ليسوا ضيوفًا في هذا البلد، بل هم أبناء حضارة عمرها سبعة آلاف عام، جاؤوا يحملون مصر في قلوبهم، والعروبة في وعيهم، وسيظلون أوفياء لوطنهم وهويتهم أينما كانوا.
وقد توجه الجميع بالشكر للإمام أحمد دويدار وفريق التنظيم الذين لم ينظموا مجرد إفطار، بل أحيوا روحًا وطنية، ورسخوا يقينًا بأن مصر ليست على الخريطة فقط، بل هي في القلب والعقل والوجدان.