مي عز الدين.. من الكوميديا إلى النضج الدرامي في “قلبي ومفتاحه”

لطالما عُرفت الفنانة مي عز الدين بأدوارها الكوميدية الخفيفة التي صنعت لها شعبية واسعة، خاصة في أفلامها مع تامر حسني، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تحولًا فنيًا ملحوظًا في مسيرتها، حيث اتجهت نحو تقديم أدوار أكثر عمقًا ونضجًا، ما عزز مكانتها كواحدة من أبرز نجمات الدراما التلفزيونية.
بين السينما والتلفزيون.. مسيرة متوازنة
على مدار أكثر من 20 عامًا، نجحت مي عز الدين في تحقيق توازن بين تألقها في السينما وإثبات حضورها القوي في الدراما التلفزيونية، لكن اختياراتها الدرامية اتسمت بجدية أكبر مقارنة بأعمالها السينمائية، التي غلبت عليها الكوميديا في أفلام مثل “شيكامارا”، “حبيبي نائم”، و”جيم أوفر”.
أما في التلفزيون، فقد خاضت تجارب أكثر نضجًا وتنوعًا، وبرز ذلك في أعمالها “وعد”، “خيط حرير”، و”رسايل”، وصولًا إلى أحدث أعمالها “قلبي ومفتاحه”، الذي تخوض فيه تجربة جديدة مع المخرج والمؤلف تامر محسن، وتشارك بطولته مع النجم آسر ياسين.
“قلبي ومفتاحه”.. دراما رومانسية بنكهة اجتماعية
منذ عرض الحلقات الأولى من المسلسل، تابع الجمهور ثنائية درامية مليئة بالتقلبات والصراعات بين مي عز الدين، التي تجسد شخصية “ميار”، وآسر ياسين في دور “محمد عزت”. تعيش البطلة حالة معقدة نفسيًا وعاطفيًا، إذ تحاول الحفاظ على حياتها العائلية بعد طلاقها للمرة الثالثة، بينما تجد نفسها أمام اختبار عاطفي جديد دون القدرة على التعبير المباشر عن مشاعرها.
تميز العمل بأسلوب إخراجي يعتمد على الإيحاءات والتعبيرات الصامتة أكثر من الحوار المباشر، ما شكل تحديًا تمثيليًا لمي عز الدين، خاصة أنها تقدم شخصية امرأة تعاني من الضغوط النفسية والمجتمعية، وتخوض صراعًا بين رغبتها في الحب وخوفها من فقدان ابنها بسبب طليقها.
المسلسل لا يقتصر على الطابع الرومانسي فقط، بل يعكس أيضًا قضايا اجتماعية كالقهر الذي تتعرض له المرأة، وهو ما يضيف لمي عز الدين تجربة مختلفة، تجمع بين الرومانسية والواقعية الاجتماعية.
تحولات مي عز الدين.. من الأفلام الجماهيرية إلى الأدوار المركبة
رغم نجاحها الكبير في أفلام “عمر وسلمى” وسلاسل الأعمال الكوميدية، إلا أن مي عز الدين قررت كسر الصورة النمطية عنها، والتوجه نحو شخصيات أكثر تعقيدًا، كما فعلت في مسلسل “جزيرة غمام”، حيث قدمت دور “نوارة” الغجرية التي تجمع بين الخير والشر، في دراما روحية فلسفية عميقة.
هذا التحول يعكس نضجها الفني وحرصها على التطور، حيث لم تعد تسعى فقط إلى البطولة المطلقة، بل تبحث عن أعمال تقدم إضافة فنية لمسيرتها، وهو ما تحقق في اختياراتها الأخيرة، لتؤكد أنها فنانة قادرة على التجديد والتألق في أدوار متنوعة.