100 روضة أطفال تحت التطوير.. مصر تطلق مشروعًا بـ10 ملايين جنيه لتنمية الطفولة المبكرة
روضة أطفال، شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم مراسم توقيع بروتوكول تعاون بين صندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء والمجلس العربي للطفولة والتنمية، وذلك بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة. يهدف هذا التعاون إلى رفع القدرة المؤسسية لمركز تنمية الطفولة المبكرة بالمدينة التعليمية في السادس من أكتوبر، ليصبح مركزًا إقليميًا رئيسيًا لدعم وتأهيل رياض الأطفال الواقعة في نطاقه.
حضر التوقيع عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم السيد محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” ورئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، بالإضافة إلى الدكتور ناصر القحطاني، المدير التنفيذي لبرنامج “أجفند”.
100 روضة مستهدفة و10 ملايين جنيه استثمارات مبدئية
يستهدف المشروع في مرحلته الأولى تطوير 100 روضة أطفال ضمن نطاق مركز تنمية الطفولة المبكرة، وذلك من خلال استحداث نموذج متميز لمراكز التنمية المهنية لرياض الأطفال (M-PDPS)، ما يتيح تقديم برامج تدريبية وتأهيلية مستمرة لمعلمي رياض الأطفال والكوادر الإدارية المشرفة عليها. وتبلغ الاستثمارات المبدئية المخصصة لهذا التعاون 10 ملايين جنيه مصري، مع خطط مستقبلية للتوسع لتغطية عدد أكبر من رياض الأطفال في مختلف المحافظات.
رؤية الدولة: تعليم مبكر بجودة عالمية
أكد رئيس الوزراء خلال كلمته في الحفل أن الحكومة تضع تطوير التعليم المبكر على رأس أولوياتها، نظرًا لأهميته في تشكيل وعي الأطفال وصقل مهاراتهم الأساسية قبل الانتقال إلى مرحلة التعليم الأساسي. وأضاف أن مشروع “روضات جيل ألفا”، الذي يتبناه صندوق تطوير التعليم، يأتي في إطار رؤية القيادة السياسية لبناء أجيال مؤهلة للمستقبل، قادرة على الابتكار والإبداع.
وأشار مدبولي إلى أن الدراسات التربوية الحديثة تؤكد أن 90% من نمو الدماغ يحدث في السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل، ما يبرز أهمية الاستثمار في هذه المرحلة لضمان تعليم قوي ومستدام.
دعم عربي لمبادرات الطفولة المبكرة
من جانبها، أشارت الدكتورة رشا شرف، أمين عام صندوق تطوير التعليم، إلى أن هذا البروتوكول يعكس تعاونًا مصريًا عربيًا لدعم قطاع الطفولة المبكرة وفقًا لأحدث المعايير الدولية، مضيفة أن المشروع يهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في منظومة التعليم المبكر من خلال التركيز على تنمية الاستعداد المدرسي، التفكير الناقد، والإبداع.
وأكدت شرف أن المشروع سيعمل على توفير بيئة تعليمية متكاملة تستهدف ما لا يقل عن 5 آلاف طفل سنويًا في المرحلة الأولى، مع إمكانية التوسع لتغطية أكثر من 20 ألف طفل خلال السنوات الخمس المقبلة.
“أجفند” يدعم التنمية المستدامة في العالم العربي
في كلمته، شدد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود على أهمية دعم التعليم المبكر باعتباره استثمارًا استراتيجيًا في رأس المال البشري، مؤكدًا أن برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” يواصل دعمه للمبادرات التنموية التي تساهم في بناء أجيال عربية قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.
وأضاف أن المجلس العربي للطفولة والتنمية يسعى إلى تحويل مركز تنمية الطفولة المبكرة بمدينة السادس من أكتوبر إلى مركز إقليمي متميز، يخدم ليس فقط مصر، بل يمتد ليكون نموذجًا رائدًا في العالم العربي.
شراكة مستدامة لمستقبل أفضل
من جانبه، أعرب الدكتور ناصر القحطاني، المدير التنفيذي لـ”أجفند”، عن تفاؤله بهذه الشراكة، مشيرًا إلى أن المشروع يعكس رؤية تنموية طويلة المدى تستهدف دعم الطفولة المبكرة كمحور رئيسي لتحقيق التنمية المستدامة.
واختُتمت الفعالية بالتأكيد على أهمية استمرار هذا التعاون، مع خطط مستقبلية لتوسيع نطاق المشروع ليشمل مراكز تدريبية إضافية في عدد من المحافظات المصرية، في خطوة تعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لتطوير التعليم المبكر في المنطقة.
