محمد سامي.. مسيرة 14 سنة من النجاحات والأزمات تنتهي بإعلان اعتزاله الدراما التلفزيونية

في خطوة مفاجئة، أعلن المخرج والمؤلف المصري محمد سامي اعتزاله العمل في الدراما التلفزيونية بعد مسيرة امتدت 14 عامًا، شهدت نجاحات كبيرة، لكنها لم تخلُ من الأزمات والخلافات المتكررة مع نجوم الوسط الفني وشركات الإنتاج.
جاء إعلان سامي بعد عرض أحدث أعماله في موسم رمضان 2025، حيث قرر الابتعاد عن الساحة الفنية مؤكدًا أنه يريد استكشاف آفاق جديدة وتجنب التكرار، لكن الكثيرين يرون أن قراره ربما يكون نتيجة تراكم الأزمات التي لاحقته على مدار سنوات.
البداية.. صعود سريع وسط العواصف
منذ أن دخل محمد سامي عالم الإخراج، لم يكن مجرد اسم عابر، بل فرض نفسه بقوة من خلال أعمال حققت جماهيرية واسعة، مثل مسلسل “آدم” عام 2011، و**”حكاية حياة”** عام 2013، و**”الأسطورة”** عام 2016، وغيرها من الأعمال التي وضعت بصمته الخاصة. لكن منذ البداية، كان الجدل يرافقه، حيث اتهمه البعض بـ تفضيل زوجته الفنانة مي عمر على حساب زملائها، وسوء معاملته للممثلين، وعدم تقبله للانتقادات.
الخلافات مع النجوم.. اتهامات بالإهانة والتفضيل
لم تكن خلافات محمد سامي قليلة أو عابرة، بل كانت مستمرة ومتكررة مع العديد من النجوم الكبار، حيث اشتبك لفظيًا مع فنانين وفنانات، ووصلت بعض أزماته إلى حد القضايا والبلاغات الرسمية.
وكانت البداية مع أول أعماله فى الدراما “مسلسل آدم” عام 2011 الذي ترأس بطولته النجم تامر حسني ودرة -مى عز الدين والنجمة عفاف شعيب، وخرجت الأخيرة تعبر عن غضبها الكبير من “سامي” لكونه لم يراعي عمرها وأجبرها على تصوير مشاهد لم تقوى عليها عنوةً مما تسبب لها فى أمراض مزمنة.

الخلاف مع غادة عبد الرازق
من أبرز أزماته في بداياته، خلافه مع الفنانة غادة عبد الرازق خلال تصوير مسلسل “حكاية حياة” عام 2013، حيث اتهمته بالإهانة وسوء معاملتها، بل واتهمته أيضًا بالاعتداء الجسدي عليها، مما تسبب في قطيعة فنية بينهما استمرت لسنوات.
ياسمين صبري ونسرين أمين.. أزمة “الأسطورة”
في مسلسل “الأسطورة” مع محمد رمضان عام 2016، تصاعدت الأزمة بينه وبين الفنانتين ياسمين صبري ونسرين أمين، حيث اتهمتاه بحذف مشاهدهما لصالح زيادة مساحة دور زوجته مي عمر. ورد سامي عليهما في تصريحات مثيرة للجدل، واصفًا إياهما بأنهما “نجمات درجة تاسعة”، مما تسبب في هجوم واسع ضده داخل الوسط الفني.
طارق لطفي.. انتقادات علنية
الفنان طارق لطفي كان أحد الذين وجهوا انتقادات حادة لمحمد سامي، متهمًا إياه بعدم احترام الفنانين واتباع أسلوب غير لائق في التعامل معهم. وأكد لطفي أن سامي يتعامل مع الممثلين بحدة، ولا يقبل أي نقاش أو ملاحظات.
شيرين عبد الوهاب.. هجوم صريح
في إحدى مقابلاتها، شنت المطربة شيرين عبد الوهاب هجومًا لاذعًا على محمد سامي، قائلة:
“مخرج بكرهه من كل قلبي.. مش محترف في شغله وبيتعامل مع الناس بطريقة سيئة.”
ورغم أن شيرين لم توضح تفاصيل الخلاف، إلا أن تصريحاتها أثارت الجدل حول طبيعة تعامل سامي مع النجوم.
هيفاء وهبي.. أزمة الفيلم الملغي
لم تقتصر خلافات سامي على الفنانين المصريين، بل امتدت إلى النجمة اللبنانية هيفاء وهبي، حيث كانت تستعد للعمل معه في فيلم “ثانية واحدة”، لكنها قررت الانسحاب فجأة، واتهمته بعدم الاحترافية، مما أدى إلى إلغاء الفيلم واستبدالها بممثلة أخرى.
صدمة “نسل الأغراب”.. أكبر ضربة في مسيرته
رغم نجاحاته السابقة، إلا أن أزمة مسلسل “نسل الأغراب” كانت الضربة الأكبر التي تعرض لها محمد سامي. العمل، الذي شارك في بطولته أحمد السقا وأمير كرارة، كان من أضخم الإنتاجات في موسم رمضان 2021، لكنه فشل فشلًا ذريعًا وتعرض لانتقادات واسعة بسبب الحوار المبالغ فيه، وسوء الإخراج، وعدم التوازن في الأدوار، حيث اتهمه البعض بأنه منح زوجته مي عمر مساحة غير مستحقة على حساب أبطال العمل.

بعد الفشل المدوي للمسلسل، أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن إيقاف التعامل مع محمد سامي دون إبداء أسباب رسمية، لكن الجميع رأى أن السبب هو الأداء الضعيف للمسلسل والإخفاق في تحقيق النجاح المنتظر.
هل كان الاعتزال هروبًا من الأزمات؟
بعد إعلان محمد سامي اعتزاله الدراما التلفزيونية، تساءل كثيرون: هل هذا القرار نابع من قناعة ذاتية، أم أنه هروب من الأزمات التي تلاحقه؟
في بيانه الرسمي، أشار سامي إلى أنه يريد الابتعاد عن الدراما لفترة، والسفر لدراسة جوانب جديدة في الإخراج، لكنه لم يوضح ما إذا كان سيعود لاحقًا أم أن القرار نهائي.
لكن مصادر مقربة منه أكدت أن الأزمات المتراكمة، وخسارته لشركات الإنتاج الكبرى، والانتقادات المستمرة، كانت من الأسباب الحقيقية التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار المفاجئ.
هل يعود محمد سامي مرة أخرى؟
رغم إعلانه الاعتزال، إلا أن كثيرين يرون أن محمد سامي لن يبتعد عن الأضواء طويلًا، فسبق أن أعلن في 2021 أنه سيقلل من أعماله بعد أزمة “نسل الأغراب”، لكنه عاد بقوة بعد عامين فقط.
لذلك يبقى السؤال مفتوحًا:
هل يعود سامي إلى الإخراج بعد فترة استراحة، أم أنه بالفعل طوى صفحة الدراما التلفزيونية نهائيًا؟ الأيام القادمة ستكشف الحقيقة.