اخبار عربية

ما خلفه إعصار دانيال الذي ضرب ليبيا

إعصار دانيال هو كارثة مأساوية كبيرة أصابت الشرق الليبي، حيث بلغ عدد الضحايا حوالي 20 ألف شخص بين قتلى ومفقودين، وذلك بسبب الفيضانات الناتجة عن الإعصار والتي سببت دمار السدود، مما أدى إلى جرف أحياء كاملة في مدينة درنة، وسنتحدث بشكل مفصل أكثر من خلال مقالنا هذا عبر موقع 1010 عن أضرار إعصار دانيال في الشرق الليبي.

 

إعصار دانيال والفاجعة الكبيرة التي سببها في درنة

أعلنت فرق طوارئ تابعة للحكومة في طرابلس عن وفاة أكثر من 11 ألف شخص و300 شخص مفقود في مدينة درنة الليبية، كما أفادت بأن هناك حوالي 30 ألف شخص مشرد، أما في مدينة بنغازي فقد بلغ عدد القتلى أكثر من ألفي شخص، بالإضافة إلى 3 آلاف قتيل في مدينة البيضاء.

 

وكانت مدينة درنة هي الأكثر تضرراً من إعصار دانيال، وهي مدينة تقع في شمال شرق ليبيا يحدها من الجنوب تلال الجبل الأخضر، ومن الشمال البحر المتوسط. ويقسم المدينة وادي ينحدر من الجبل إلى البحر ويسمى وادي درنة، وتم بناء على هذا الوادي سدين اثنين، أحدهما يسمى السد الكبير في جنوب المدينة، والثاني هو سد درنة الذي يقع على مدخل المدينة من الجنوب.

هطلت أمطار غزيرة جداً عند تعرض المدينة لإعصار دانيال، وتم تقدير كمية الأمطار التي تجمعت بالوادي ورفعت منسوب المياه فيه خلال ساعات قليلة، بأنها أكبر من كمية ماء الأمطار التي تهطل خلال عام كامل. مما أدى إلى انهيار السدين وحصول الطوفان الذي أخذ في طريقه إلى البحر أحياء بكاملها.

 

كما أن المباني السكنية والبنية التحتية في مدينة درنة تعاني من التهالك بسبب ضعف جودة مواد البناء، وكذلك الأمر بالنسبة للسدود التي دمرها إعصار دانيال، حيث تم إهمالها بشكل كبير وعدم صيانتها وترميمها منذ سنة 2011 عندما بدأت الحرب في ليبيا، وأكد مسؤول في حكومة الدبيبة أن هذه السدود كان يوجد فيها تشققات تحتاج إلى إصلاح وترميم منذ التسعينات إلا أنه لم يتم ذلك.

وكان خلف هذه السدود كميات من الماء قبل هطول الأمطار الغزيرة، مما أدى إلى ضغط كبير على هذه السدود الضعيفة فانهارت مخلفةً السيل الجارف, وشاركت فرق بحث وإنقاذ مبعوثة من دول عربية وعالمية في مساعدة فرق الإنقاذ الليبية في البحث عن الضحايا والمفقودين بسبب إعصار دانيال، وبسبب عدد القتلى الهائل عجزت المشافي عن احتواء جميع الجثث التي تم انتشالها. 

حيث أكد اللواء أحمد المسماري “للشرق الأوسط” وهو الناطق الرسمي باسم “الجيش الوطني” بقيادة خليفة حفتر، بأن عمليات البحث والإنقاذ مستمرة وإعداد الضحايا ترتفع وتتزايد بسرعة كبيرة، كما أكد وصول قوافل المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والصحية إلى المناطق المتضررة من إعصار دانيال، وقد تم إرسال الدعم الإنساني والمساعدات الإغاثية من قبل دول عربية وعالمية بالإضافة إلى المناطق المحلية.

 

عشرات الجثث يلقيها البحر على الشاطئ في درنة

منذ أن ضرب إعصار دانيال مدينة درنة وخلف آلاف القتلى ودمر حوالي 25% منها أي حوالي ربع المدينة، بدأ المواطنون الذين نجوا من العاصفة الكارثية بالبحث عن أقاربهم وجيرانهم تحت ركام البنايات والبيوت المدمرة، ولكنهم لاحظوا وجود عشرات الجثث تطفو فوق مياه البحر قرب الشاطئ، لذلك أخذت فرق الإنقاذ تراقب شاطئ البحر لوقت طويل لانتشال الجثث التي تقذفها الأمواج.

وانتشرت مقاطع فيديو محزنة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها جثث الموتى التي تطفو على البحر المتوسط بشكل يومي بعد إعصار دانيال وأغلبهم من الأطفال الصغار.

وبسبب كثرة الجثث التي تم إخراجها من تحت الأنقاض بالإضافة إلى التي تم انتشالها من البحر، وقع الليبيون في مشكلة جديدة وهي عدم توافر الأكفان ونقص كبير في عدد مغسلين الموتى.

وبعد الدمار الهائل الذي خلفه إعصار دانيال، أصبحت الطرق المؤدية إلى مدينة درنة شبه مقطوعة، مما أدى إلى تأخير وصول قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية والطبية، وجاء عن مصلحة الموانئ البحرية سعيها لإيجاد طريقة تمكن السفن من إيصال المساعدات الإغاثية إلى ميناء مدينة درنة، ليتم تسليمها للعائلات المنكوبة في درنة والمناطق المجاورة لها أيضاً.

 

هذا كان كل شيء عن موضوع ما خلفه إعصار دانيال الذى ضرب ليبيا والفاجعة الكبيرة التي سببها في مدينة درنة شرق ليبيا.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى