فشل منهجي.. تقرير حكومي إسرائيلي يكشف عن أوجه قصور في إدارة أزمة العدوان على إيران

كشف تقرير صادر عن لجنة الشكاوى العامة التابعة لمكتب مراقب الدولة الإسرائيلية عن “أوجه قصور منهجية” في استجابة الحكومة الإسرائيلية خلال عملية “الأسد الصاعد”، التي شنتها إسرائيل ضد إيران في شهر يونيو الماضي واستمرت لمدة 12 يومًا.
واعتمد التقرير، الذي نشره اليوم الأربعاء، على زيارات ميدانية، وخط ساخن، ومكاتب مساعدة للجمهور الإسرائيلي، ليؤكد وجود تحديات كبيرة في عمليات الإخلاء، والإسكان، والتعويضات، وإدارة الملاجئ.
خسائر بشرية ومادية ونزوح جماعي
خلال فترة الصراع، الذي شهد مقتل 30 من كبار القادة العسكريين الإيرانيين في ضربات متزامنة، أطلقت إيران مئات الصواريخ الباليستية على إسرائيل. وأسفر الهجوم عن مقتل 31 مدنيًا إسرائيليًا وإصابة العديد، وتضرر عشرات الآلاف من المنازل. ونتيجة لذلك، تم إجلاء ما يقرب من 11 ألف شخص إلى فنادق وبيوت ضيافة.
وقام مراقب الدولة ومفوض شكاوى الجمهور، متنياهو أنجلمان، بجولات ميدانية لتقييم استجابة الحكومة الفورية، حيث استمع مباشرةً إلى معاناة السكان المتضررين. وأظهرت الزيارات حجم الدمار، كما كشفت عن فشل في التعامل مع الأزمة.
بيروقراطية ومعاناة النازحين
أبرز التقرير معاناة المتضررين من فقدان ممتلكاتهم وصعوبة تأمين التعويضات والسكن المؤقت. وعبّر العديد من النازحين عن شعورهم بالعجز والتجاهل، خاصة الفئات الضعيفة مثل كبار السن وذوي الإعاقة.
وقسّم التقرير الشكاوى إلى فئتين رئيسيتين:
شكاوى المتضررين المباشرين: اشتكى العديد من المتضررين الذين تم إجلاؤهم إلى الفنادق من تأخر طلبات التعويض، وانخفاض تقديرات الأضرار، والعقبات البيروقراطية في الحصول على المساعدات المالية.
الصعوبات العامة: كشف التقرير عن ثغرات في الملاجئ الوقائية، حيث وُجد أن العديد منها كان مغلقًا أو سيئ الصيانة، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية، ومشكلات متعلقة بالبطالة، واضطرابات في الخدمات العامة.
توصيات لتعزيز الجاهزية المستقبلية
وفي ختام تقريره، قدم أنجلمان عدة توصيات لتعزيز جاهزية إسرائيل في حالات الطوارئ المستقبلية. ودعا إلى إنشاء هيئة تنسيق وطنية للإشراف على عمليات الإخلاء والمساعدة، بالإضافة إلى مركز معلومات مركزي لتوفير تحديثات موثوقة والتعامل مع طلبات السكان بكفاءة.
وأكد أن هذه الإصلاحات ضرورية لحماية الإسرائيليين وتجنب التناقضات التي كشفت عنها الأزمة الأخيرة.