الذكاء الاصطناعي يدخل المدارس المصرية.. مادة جديدة تفتح أبواب المستقبل لطلاب الثانوية

ا
بين القلق والترقب، يقف أولياء الأمور وطلاب الصف الأول الثانوي هذا العام أمام تجربة غير مسبوقة في تاريخ التعليم المصري: تدريس مادة “الذكاء الاصطناعي” لأول مرة، في خطوة وُصفت بأنها نقلة نوعية تقودها وزارة التربية والتعليم بالشراكة مع الجانب الياباني.
ورغم أن المادة ليست ضمن المجموع الكلي، إلا أنها شرط أساسي للنجاح، ما يجعلها محور تساؤلات واسعة في الشارع التعليمي.
شراكة مصرية ـ يابانية.. منصة رقمية جديدة
جاءت هذه الخطوة بعد توقيع اتفاقية تعاون بين وزارة التربية والتعليم ومسؤولي شركة “سبريكس” اليابانية، لإطلاق منصة تعليمية جديدة باسم “كويرو”. المنصة ستتيح للطلاب التعامل مباشرة مع محتوى برمجي وتطبيقي مطابق لما يدرسه أقرانهم في اليابان. وسيحصل كل طالب على رقم سري خاص يمكنه من دخول المنصة والتفاعل مع المناهج، وهو ما يضعهم أمام تجربة تعليمية رقمية متكاملة.
4 حصص أسبوعياً.. بين التدريس الورقي والتعليم الذاتي
بحسب وزير التعليم محمد عبد اللطيف، ستُدرّس المادة في 4 حصص أسبوعياً، على جزأين:
الجزء الأول: يقدمه مدرسو الكمبيوتر المصريون بشكل نظري، لتكوين قاعدة معرفية حول البرمجة وعلوم الحاسب.
الجزء الثاني والثالث: يقدم عبر المنصة اليابانية “أونلاين”، ويتناول البرمجة والذكاء الاصطناعي بطريقة التعليم الذاتي، على أن يساند المعلمون المصريون الطلاب عند مواجهة صعوبات.
امتحانات إلكترونية وتصحيح دولي
الجديد في التجربة أن الامتحانات الخاصة بالجزء الياباني ستُجرى إلكترونياً بالكامل، في نهاية الفصلين الدراسيين الأول والثاني، وسيتم تصحيحها بواسطة الجانب الياباني دون تدخل مصري. أما الجزء المحلي المتعلق بتكنولوجيا المعلومات، فسيخضع لامتحانات ورقية يتم تصحيحها بواسطة المعلمين المصريين.
شهادة “مبرمج مبتدئ”.. مفتاح لسوق العمل
واحدة من أبرز مفاجآت التجربة أن الطالب الذي يجتاز هذه المادة سيحصل في نهاية العام على شهادة رسمية بعنوان “مبرمج مبتدئ” من الجانب الياباني، تؤهله للعمل “أونلاين” مع بعض شركات البرمجة والذكاء الاصطناعي مقابل عوائد مالية، حتى وهو لا يزال في المرحلة الثانوية.
مستقبل المادة في المراحل التالية
لكن، ماذا بعد الصف الأول الثانوي؟ وفق ما أكده وزير التعليم، فإن المادة ستُستكمل في الصفين الثاني والثالث الثانوي فقط لطلاب مسار الهندسة وعلوم الحاسب في شهادة البكالوريا الحديثة. هؤلاء الطلاب سيكون أمامهم خيار دراسة “الكيمياء” أو “البرمجة”، وفي حال اختيار الأخيرة ستدخل بدرجاتها (100 درجة) ضمن المجموع النهائي.
مواكبة العصر.. الذكاء الاصطناعي للجميع
الوزير شدد على أن إدخال الذكاء الاصطناعي في المناهج خطوة ضرورية لمواكبة العصر، مشيراً إلى أن التقنية أصبحت جزءاً أساسياً من جميع التخصصات الطبية والهندسية والعلمية والتجارية. ولم يتوقف الأمر عند الثانوية العامة، بل سيمتد إلى 68 مدرسة يابانية بمصر، حيث سيبدأ طلاب الصف الرابع الابتدائي هذا العام دراسة برامج مبسطة في الذكاء الاصطناعي.
بين الطموح والتحديات
الخطوة تبدو ثورية في ظاهرها، لكن يبقى السؤال الذي يشغل الطلاب وأولياء الأمور: هل سينجح النظام التعليمي في دمج هذه المادة الجديدة بسلاسة، أم سيظل هناك صدام بين الطموحات الكبيرة والواقع التطبيقي داخل المدارس؟